इंग्लिश दर्शनशास्त्र सौ सालों में (भाग एक)

फुआद जकरिया d. 1431 AH
66

इंग्लिश दर्शनशास्त्र सौ सालों में (भाग एक)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

शैलियों

Geroge J. Romanes (1848-1894) مشكلة مفتوحة حيرته طوال حياته. ولقد كان رومانس، الذي تتلمذ على دارون وأصبح صديقا مقربا إليه، عالما بيولوجيا في المحل الأول، واكتسب بفضل أبحاثه المستقلة شهرة ضخمة، بوصفه واحدا من أنبغ المساهمين في «نظرية الأصل السلالي

Theory of descent »، ولكنه لما كان ميالا بطبيعته إلى الدين، وتربى في بيئة متمسكة بالدين، فقد كان يندفع دائما إلى ما وراء حدود البحث التجريبي الخالص، لكي يخوض المسائل الفلسفية المتعلقة بالتفسير العام للتجربة، وهي المسائل التي كانت تنتظر قرار المذاهب العلمية الجديدة بشأنها بإلحاح شديد. ولقد كان الصراع بين إيمانه وعلمه خفيا أحيانا، وصريحا أحيانا أخرى، وبفضل هذا الصراع تحول إلى فيلسوف.

وإنه لمن الطريف أن نتتبع المراحل المتعددة التي مر بها هذا الصراع حتى انتهى إلى صورته الأخيرة، ففي أول مؤلفاته، («اختبار صريح لمذهب الألوهية

A Candid Examination of Theism » 1878) نجده متمسكا بالطرق المادية في التفكير إلى حد أن الأساس المتين لعقيدته في الشباب سرعان ما أصبح سرابا، ولكن لم يكن معنى ذلك رفضا صريحا للدين - كما في حالة كليفورد - وإنما كانت تلك فترة اختبار باطن عميق، يقف فيه موقف الحكم على نفسه، لكي يقدر قيمة القوى المتصارعة فيه. ورغم أن العلم هو الذي يثبت أنه الأقوى، ويقضي على كل الحجج المؤيدة لمذهب الألوهية، فإنا نشعر بأن الإيمان، رغم كونه مضطرا إلى التواري في الصفوف الخلفية لم يلغ تماما بأية حال؛ إذ يصبح من الواضح أنه حتى إذا لم يتسن إنقاذ شيء من الحطام، من وجهة نظر العلم، فإن هناك طريقا آخر لمعالجة المسألة بترك الباب مفتوحا لإمكان وجود الله، هذا الطريق يؤدي إلى نوع من الميتافيزيقا الغائية، التي يبدو أن من الممكن أن ينفذ المرء منها إلى مجال يتجاوز مجال العلم، ولكن من الضروري هنا افتراض وجود روح عليا، تكون هي العلة النهائية لكل الأشياء. غير أن رومانس لا يتابع هذه الحجة بأي اقتناع جدي، بل إنها في الواقع تؤدي به دائما إلى صراع مع ضميره العلمي، الذي لا يمكن تبرير أية تأملات نظرية كهذه أمام محكمته. وهكذا يقع في تأرجح غريب بين نظرة إلى العالم فيها مكان للألوهية، ونظرة أخرى لا مكان فيها للألوهية. ولم يكن من الممكن أن ينقذه من هذا التأرجح إلا اتباع الطريق النقدي بصراحة وجرأة، ولكنه يلجأ بدلا من ذلك إلى موقف اللاأدرية لكي يخفف من صراع الضمير المحتدم داخله، دون أن يحل هذا الصراع نهائيا.

على أن وجهة نظره قد تغيرت قبل مضي سنوات قلائل، ففي محاضرة ألقاها سنة 1885، وإن لم تكن قد نشرت إلا بعد وفاته سنة (1895)، بعنوان «الذهن والحركة والمذهب الواحدي

Mind, Motion and Monism » يبدي رومانس ميلا إلى مذهب وحدة الوجود على طريقة «جوردانو برونو»، كما يبدي وجهة نظر واحدية مماثلة في مقال قصير ظهر بعد ذلك بوقت قليل في مجلة

Contemporary Review (1886) بعنوان «العالم بوصفه انبثاقا

The World as Eject » (وقد نشر المقال أيضا في كتابه، «الذهن والحركة والمذهب الواحدي»). ورغم أن هدفه من هذه الواحدية كان عبور الهوة بين المادية والروحية، فإن ميله إلى الروحية كان واضحا. وقد وصل إلى هذا الموقف بأن وفق بين نظرية «الانبثاقات» عند كليفورد وبين آرائه الخاصة، فضلا عن قيامه باختبار نقدي لفكرة كليفورد في «المادة الذهنية» التي أكسبها طابعا مضادا تماما لطابعها الأصلي، وذلك إذا أرجع كل شيء إلى المجال النفسي بدلا من المجال المادي، وهو في كل هذه الآراء لا يمس المسألة الدينية الخاصة على التحديد بعد، وإنما يتخذ موقفا محايدا إزاءها، وهو على الأخص لا يزال ينظر هنا إلى «المنبثق الشامل

World-Eject » (وهو الاسم الذي يطلقه رومانس على «المطلق») على أنه مبدأ لا شخصي مجرد ميتافيزيقي محض، ولكن نظرته تغيرت مرة أخرى في السنوات الأخيرة من حياته، فقد خلف ملاحظات عن كتاب كان يزمع تأليفه ولكنه لم يقم بذلك فعلا، كان المفروض أنه سيختبر فيه مشكلة الدين من جديد،

21

अज्ञात पृष्ठ