इंग्लिश दर्शनशास्त्र सौ सालों में (भाग एक)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
शैलियों
5
أما هنري كالدروود
Henry Calderwood (1830-1897) الذي كان في البداية قسيسا اسكتلنديا، ثم أصبح منذ عام 1868 أستاذا للفلسفة الأخلاقية في إدنبرة، فقد بدأ تلميذا لهاملتن، ولكنه حتى في كتابه الأول (فلسفة اللامتناهي
1854، والطبعة الثانية 1861) الذي نشره وهو ما زال طالبا، قد أظهر استقلالا يدعو إلى الدهشة عن أستاذه الذي كان لا يزال حيا، فقد قدم في هذا الكتاب نقدا عميقا لمذهب هاملتن، وكشف عن نقاط ضعفه بلا رحمة، وكان يرمي إلى إعادة مذهب الموقف الطبيعي إلى مكانته الأولى بفصله عن تلك العناصر اللاأدرية التي أقحمها فيه هاملتن ومانسل، وكان هدفه الأساسي هو تفنيد حجة هاملتن القائلة: إن الذهن البشري لما كان متناهيا، فإنه يعجز عن معرفة اللامتناهي، فقد بدا له أن الدين الذي يشيد مذابح لإله مجهول لا يمكن أن يعرف، ويستبعد التفكير العقلي من مجاله؛ لا يعدو أن يكون خرافة، ولا ينطوي على تبجيل حقيقي للطبيعة الإلهية. وفي مقابل النسبية اللاأدرية، التي كانت كامنة لدى هاملتن، ولكنها أصبحت مبدأ فلسفيا أساسيا لأول مرة على يد مانسل وسبنسر، عاد كالدروود إلى المذهب الحدسي الأصيل الذي قال به المذهب الاسكتلندي الأقدم عهدا؛ فلدينا بالله وعي مباشر بوصفه موجودا شامل الحكمة والقوة والخير، وهذه المعرفة مستقلة عن جميع الاعتبارات العقلية، وهي شفيفة مؤكدة، ومن ثم فهي حدسية، كذلك قال كالدروود بمذهب حدسي مماثل في الأخلاق، عرضه في كتاب ناجح هو «الموجز في الفلسفة الأخلاقية
Handbook of Moral Phil.
1872، الطبعة الرابعة عشرة في 1888)، ومع مهاجمته للنزعة الطبيعية ومذهب اللذة، فقد أكد الحاجة إلى قانون مطلق السلوك وهدف مطلق له، وهذا الهدف لم يكن في رأيه السعادة ولا اللذة، وإنما الاستخدام الكامل المنسجم لجميع القوى والمواهب حتى يمكن الوفاء بأغراضها الطبيعية.
وأخيرا ينبغي أن نلاحظ هذه الحقيقة، فالمذهب الاسكتلندي الذي كان مركز الحياة الفلسفية في إنجلترا في أواسط القرن التاسع عشر، قد وجد نفسه في العقود التالية في مركز متدهور بالتدريج، كما وقع تحت ضغط خصمين، هما الداروينية والمثالية، اللتان كان يتعين عليه الدفاع عن نفسه ضدهما، وعلى حين أن فيتش
Veitch (انظر أدناه) قد أخذ على عاتقه الدفاع عنه ضد المثالية، فقد تولى كالدروود مهمة الدفاع ضد الداروينية، ففي كتابه المنهجي الأخير «الداروينية ومركز الإنسان في الطبيعة
Darwinism and Man’s Place In Nature » 1893، وقد أعيدت كتابته بشكل كامل في 1896، دخل في الجدل الذي احتدم حول المذاهب الداروينية التطورية، ومع اعترافه بالقيمة الكبرى لنتائج الأبحاث البيولوجية الأخيرة، فقد أدرك نقطة الضعف في تطبيقها على المشاكل العامة للفلسفة، وانتهى إلى أن كون الإنسان منحدرا من الحيوان هو أمر لا يمكن أن يفسر العناصر العقلية والأخلاقية في طبيعته، فافترض وجود عقل عال هو العلة المشتركة للتطور الأخلاقي والكوني معا، وعلى هذا النحو حاول الدفاع عن الفلسفة الاسكتلندية التي قامت دائما على الدين ضد هجمات النزعات المعادية للدين داخل المذهب الدارويني.
ونستطيع أن نقول أخيرا: إن «جون فيتش
अज्ञात पृष्ठ