इंग्लिश दर्शनशास्त्र सौ सालों में (भाग एक)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
शैलियों
وشوبنهور وأ. فون هارتمان،
17
غير أن لوتسه كان هو الفيلسوف الذي درس بأكبر قدر من الحماسة ، وحظي بأعمق الاحترام، وشاع استغلال أفكاره، من بين الفلاسفة الألمان التالين للفترة الكلاسيكية المثالية؛ فقد كان له تأثير هائل، لم يفقه سوى تأثير كانت وهيجل. وقد ظهر كتابه «مذهب في الفلسفة» (المنطق والميتافيزيقا) مترجما عام 1884، وأعقبته في العام التالي ترجمة لكتابه «العالم الأصغر
Microcosmos ». ولما كانت المثالية قد بلغت في ذلك الحين أوجها، فإن كلا الكتابين قد أثار اهتماما ضخما مباشرا،
18
بل إن كثيرا من الإنجليز قد جمعتهم بلوتسه صلات شخصية، حتى كاد أن يصبح من «البدع» الشائعة وقتا أن يقضي المرء فترة الدراسة بجامعة جوتنجن، حتى يتلقى الحكمة الفلسفية من فم المعلم نفسه. ولقد كان نجاحه الساحق في إنجلترا راجعا إلى أن قراءة كتاباته وهضمها كانتا أسهل كثيرا إذا ما قورنتا بغموض هيجل المستغلق أو جلافة كانت. وفضلا عن ذلك فقد كان يعد آخر ممثل حي لذلك العصر الفكري العظيم الذي طويت صفحته بوفاة هيجل، ومن ثم فقد اعتقد أنه يقدم أفضل سبيل إلى فهم عالم هيجل الغامض، وهو سبيل يعد طرقه أسهل كثيرا من الانتقال إليه من خلال كانت. كما أن كثيرا ممن أحسوا بنفور من واحدية هيجل المتزمتة قد راقهم مذهب لوتسه الأشد مرونة. فكل أولئك الذين شعروا، خلال الصراع بين المثالية المطلقة والمثالية الشخصية، أن المذهب الأخير أقرب إلى عقولهم؛ قد انصرفوا عن هيجل وانضووا تحت راية لوتسه. وهكذا أصبح هذا الأخير نقطة تجمع عدد من المفكرين الذين انشقوا على المدرسة الهيجلية بما فيها من صرامة شديدة، ووصلوا إلى تعبير أكثر تحررا عن نظرتهم المثالية إلى العالم. ومن هنا كان تأثيره خارج الهيجلية أعظم من تأثيره داخلها، بل إن البرجماتيين أنفسهم قد ربطوا أنفسهم به، ونظروا إليه على أنه أحد أسلافهم. وأخيرا فإن رودلف أويكن
Rudolf Eucken
19
قد وجد بدوره طريقه إلى الفكر الإنجليزي، بعد لوتسه بوقت طويل؛ فترجم الكثير من مؤلفاته وانتشرت قراءتها على نطاق واسع، وأحرز نجاحا شعبيا عظيما، ولا سيما في العقد السابق للحرب العالمية الأولى، أما الدوائر الفلسفية المحترفة فلم تكد تلحظه.
وبلغت الحركة المثالية الجديدة قمتها قرب نهاية القرن التاسع عشر، وكانت حتى ذلك الحين تحتل ميدان الفلسفة دون منافسة تقريبا؛ فلم يظهر أي منافس جدي بعد اختفاء الأعداء القدامى، كالمذهب الترابطي، ومذهب الموقف الطبيعي، ومذهب المنفعة، والمذهب الحسي، واللاأدرية، والمذهب الطبيعي، والداروينية إلخ. وهي المذاهب التي ازدادت المثالية قوة خلال صراعها معها، والتي كانت هزيمتها واحدا من أعمالها الرائعة. صحيح أن الحركة كلما ابتعدت عن نقطة بدايتها كانت تفقد ذلك التركيز الشديد وتلك الوحدة الصارمة في المذهب، التي كانت تميز مرحلتها الأولى، غير أنها كانت تزداد تنوعا وتعقدا، وتوسع آفاقها بخلق إمكانيات جديدة لا حد لها، ولم يبدأ رد الفعل عليها إلا ببطء وعلى استحياء، وكان ظهوره في معظم الأحيان من بين صفوفها، كما هي الحال في انتقال آدمسون
अज्ञात पृष्ठ