123

इंग्लिश दर्शनशास्त्र सौ सालों में (भाग एक)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

शैलियों

Microcosmos ». بل لقد نظر إلى لوتسه على أنه هو الفيلسوف الذي بلغ بالمثالية الألمانية حد الاكتمال، ووجد فيه أقوى حليف له ضد القوى المعادية للدين، التي أطلقتها العلوم الطبيعية من عقالها. ولقد تلقى أبتن ذاته تعليما في العلوم الدقيقة، فاتجهت جهوده إلى التوفيق بين النظرة الآلية إلى العالم وبين حرية الإرادة. وقد عمل، مثل مارتينو، على إحلال فكرة الوعي المباشر بالله محل ذلك الأساس الذي توجده النزعة العقلية للدين، فنحن نشعر بوجود الله مباشرة، لأن هذا الوعي يتكشف في الشعور، وفي أفعال الإدراك الحدسية، أما معرفتنا بالله عن طريق البرهان العقلي والاستدلال النظري فلا تكون لها أبدا، بالنسبة إلى هذا الشعور، إلا قيمة ثانوية، مهما كانت لها مع ذلك من أهمية. والفارق الرئيسي بين فكرة أبتن هنا وبين فكرة مارتينو، التي تشبهها في الأساس، هو ازدياد قوة العنصر الصوفي عند الأول.

وأخيرا فقد كان أبتن من أوائل من أدركوا الخطر الذي يهدد المثالية الأخلاقية من جانب المثالية الهيجلية المطلقة: أعني خطر القضاء على الحرية الأخلاقية والمسئولية الفردية، وهدم حرية الاختيار الأصيلة بين الممكنات المختلفة، والحط من الحقائق الأساسية كالشر والخطيئة إلى مرتبة المظاهر الخالصة، واستبعاد التأثير المباشر للألوهية على النفس البشرية، إلخ. ولما كانت الحركة الهيجلية الإنجليزية، التي قامت في مرحلتها الأولى تدافع عن الدين وعن الكنيسة، قد أخذت تزداد تحولا إلى مذهب غير مكترث بالدين على أحسن التقديرات، فقد طالب أبتن المدرسة الهيجلية بأن تغير مجراها وتتحول إلى فلسفة لوتسه، بوصفها الفلسفة الوحيدة التي يمكن فيها التوفيق بين التجربتين الأخلاقية والدينية على النحو الصحيح. وعلى عاتق مثل هذه الفلسفة الدينية تقع مهمة مزدوجة، هي إعطاء الشخصية والحرية الإنسانية حقها الكامل، مع إثبات كمون الله في الطبيعة وفي النفس البشرية في الوقت ذاته.

6

وللمفكرين التالين بدورهم ارتباط وثيق بمدرسة مارتينو الفكرية:

رتشارد دهولت هتن

Richard Hold Hutton (1826-1897)، وهو صحفي ولاهوتي، اطلع على الفلسفة واللاهوت الألمانيين في وقت لا يعد متأخرا بالنسبة إلى وقت اطلاع مارتينو عليهما. وقد درس على مارتينو في مانشستر، ثم درس معه في برلين (وقبل ذلك في هيدلبرج)، وجمعت بين الرجلين صداقة متينة. ثم حاز بعد ذلك شهرة كبيرة بوصفه مشرفا على تحرير عدة مجلات دورية أو مساهما في تحريرها. وقد اقتفى أثر مارتينو، إذ وجد أن تعاليمه قد ساهمت بأهم دور عرفه القرن التاسع عشر في سبيل تبرير النظرة إلى العالم وفلسفة الحياة الكامنتين في المسيحية وصياغتهما في صورة منهجية. وفيما يتعلق بنظرته إلى اللاهوت فقد بدأ، مثل مارتينو، تابعا للكنيسة التوحيدية

Unitarian ، ولكنه انتقل فيما بعد (بتأثير ف. د. موريس

F. D. Maurice

على الأخص) إلى الكنيسة القائمة

Established Church ، وتتفق آراؤه اللاهوتية في أساسها مع أفكار «موريس».

अज्ञात पृष्ठ