भारतीय दर्शन: एक बहुत छोटा परिचय
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
يختلف من الناحية الوجودية عن ذوات بوروشا؛ فهو أبدي ومتغير ونشط وغير واع.
براكريتي:
يتسم بثلاث صفات هي: الخير، والطاقة أو الشغف، والجمود. وتجتمع هذه الصفات بنسب مختلفة في كل أشكال العالم الظاهر.
أما وسائل المعرفة الأخرى التي تقبلها فهي الإدراك والشهادة الموثوقة. وتعرف الإدراك بأنه «التيقن الانتقائي من أشياء حسية معينة» (سانكيا كاريكا، المجلد 5)؛ وهذا يعني أن أوجه الإدراك «العادية» ليست كلها صحيحة. وترتبط الشهادة الموثوقة بالتراث المتخصص للتقليد الذي يعود إلى كتابات الأوبانيشاد باعتبارها المصدر الأساسي. ورغم ذلك، فإن الاستنباط والإدراك لهما الأسبقية على الشهادة الموثوقة، وعندما تبدو الشهادة الموثوقة غير منطقية تكون الغلبة للاستنباط والإدراك. ومثال ذلك يمكن رؤيته في استخدام الاستنباط لإثبات تعددية ذوات بوروشا، بدلا من قبول زعم كتابات الأوبانيشاد القائل بأن الذات (أتمان) متوحدة مع الجوهر الشامل المسمى «براهمان»، كحقيقة مسلم بها.
الصفات والفئات والتمييز
عالم «براكريتي» كله «يخضع لتأثير» ثلاث صفات أساسية؛ «سمات» سانكيا كاريكا المذكورة في المجلد الخامس، وهي مترجمة ترجمة غير دقيقة عن السنسكريتية ، فأصبح معنى هذه الصفات هو: الخير، والطاقة أو الشغف، والجمود. وهذه الصفات الممزوجة بنسب متفاوتة والموجودة في كل كائن أو شيء، تؤدي إلى «الإظهار»، و«التنشيط»، و«التقييد»؛ من أجل السيطرة، والدعم، والتفاعل، على التوالي، بعضها مع بعض. وعلى هذا النحو فإنها توضح كيف توجد فئات أو أنواع مختلفة، وكيف توجد اختلافات بين الناس وبين الأشياء المنتمية للنوع نفسه. ومن أجل حدوث التمييز المؤدي للتحرر، لا بد ألا يوجد عدم توازن في هذه الصفات.
بالإضافة إلى هذه الطبيعة الثلاثية لعالم براكريتي، فإن تجليه منظم وفقا للفئات المختلفة التي تتطلب تمييزا تحليليا من أجل التغلب على المعاناة. وأولى هذه الفئات هي «بودي»، وتؤدي كلا من دور «إرادة» الفرد، ودور ملكة التمييز؛ فهي التي سوف «تتيقن على نحو انتقائي من أشياء حسية معينة» في أثناء السعي للتحرر، وتميز البوروشا في نهاية الأمر. والفئة التالية هي «أهانكارا»، ومعناها الحرفي «الصانع الذاتي». إنها الذات، تلك الذات التي عندما تكون جاهلة ببوروشا تعتقد على نحو خاطئ أنها الذات الواعية للفرد. وبعد هاتين الفئتين الكبيرتين يأتي العقل، كفئة في حد ذاته، متبوعا بسلسلة من «المجموعات»: الأعضاء الحسية (العين، الأذن، الأنف، اللسان، الجلد)، وأعضاء الفعل (الصوت، اليدين، القدمين، أعضاء الإخراج، أعضاء التناسل)، و«العناصر الدقيقة» (الصوت، الملمس، الشكل، الطعم، الرائحة)، و«العناصر الضخمة» (الفضاء، الرياح، النار، الماء، الأرض).
إن «عد» («سانكيا») هذه الفئات يوضح كيف أن البشر المكونين من براكريتي (عالم ظاهر) غير واع يعتقدون أنهم واعون، ويوضح أيضا كيف يحدث التمييز داخل تلك الحالة غير الواعية. والصانع الذاتي هو المكون الذي يجعلنا نعتقد أننا واعون؛ فمن الناحية الظواهرية نشعر بهذا الصانع الذاتي كما لو كان هو مفكر الأفكار، وفاعل الأفعال، والفاعل المستقل في هذا العالم التجريبي. ورغم ذلك، فإن هذا الصانع الذاتي مغلف في براكريتي، وهذا الصانع الذاتي يعمل كما لو كان غمامة على العين تحجب عنا رؤية الحالة الحقيقية. وينجذب بودي، الذي يمثل إرادة الفرد وملكة التمييز لديه، نحو الصانع الذاتي القوي بصفته محل تركيز الحياة التجريبية للفرد، ذلك الصانع الذاتي البعيد تماما عن ذات البوروشا الموجودة دائما لكنها خاملة. وسيتطلب الأمر تضافر جهود ملكات الفرد (ويعتقد أن هذا سيكون على مدار الكثير من الحيوات) لإعادة توجيه اتجاه الأنشطة التمييزية للبودي. وينص «سانكيا كاريكا» في مرات عديدة على أن الهدف المتأصل للنظام بأكمله هو السعي إلى تمييز بوروشا. إلا أن هذا الأمر يتطلب التغلب على التأثير والمشتتات الناجمين عن الصفات غير المتوازنة، لا سيما سيطرة الشغف أو الجمود. وهذه الأمور تسبب كل أنواع الجهل والنقصان والتعلق والخنوع. ورغم ذلك، ففي نهاية المطاف من الممكن أن يحرر بودي الفرد نفسه من التعلق بتقلبات الحياة المتكررة على نحو كاف لأن يدرك أن ما يخلقه الصانع الذاتي هو مجرد ذات مزيفة أو ذات أقل شأنا، وأن الذات الحقيقية هي بوروشا، تلك الذات المنفصلة التي تنتظر في صمت أن تسنح الفرصة. وهذا الإدراك يحقق انفصال بوروشا عن براكريتي ويحرر الفرد من الميلاد المتكرر.
ونظرا لأن براكريتي يتصف بأنه أدنى شأنا من بوروشا، وحيث إن مفهوم الصانع الذاتي عن الذات يتسم بالضلال؛ فإنه مكتوب في «سانكيا كاريكا» حقيقة تتمثل في أن: «لا شيء مقيد؛ ولا أحد يولد مرة أخرى، ولا أحد يتحرر» (سانكيا كاريكا، المجلد 5). والسبب في ذلك هو أن براكريتي فقط هو من يخضع للتجربة المتكررة، وأن «ذوات» براكريتي الواعية إنما هي متوهمة، وفي واقع الأمر فميلاد مثل هؤلاء «الأفراد» لا يمثل ميلادا متكررا لذوات حقيقية؛ فذوات بوروشا تشهد فحسب.
ولا يقدم «سانكيا كاريكا» أية منهجية مفصلة لتحقيق ذلك التمييز. وثمة ذكر للحاجة إلى ممارسة التفكير السليم والدراسة السليمة، والحصول على التعليمات المناسبة، بالإضافة إلى الصفات الأخلاقية المثالية (سانكيا كاريكا، المجلد 5). وبدلا من ذلك المنهج، يقدم ذلك النظام الفكري هيكلا متوافقا مع ممارسة التمارين التأملية الخاصة باليوجا الكلاسيكية؛ فالمصطلحات المختلفة التي تستخدمها سانكيا للإشارة إلى الأوهام المشتتة عن إدراك الذات الحقيقية يمكن أن نراها بلا صعوبة في الجزء الذي يتحدث عن «أنشطة العقل» في «سوترات اليوجا».
अज्ञात पृष्ठ