भारतीय दर्शन: एक बहुत छोटा परिचय
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
كمثال على كيفية تطبيق جوتاما للطريقة التي أسس لها في «نيايا سوترا» على الأشياء المشروع الاستقصاء عنها التي دونها في قائمته؛ دعونا نلق نظرة على «إثباته» لوجود الذات الجوهرية (أتمان). إن هذا الشيء محل الاستقصاء - الذات - يلبي بوضوح معيار الشك؛ إذ لم يكن يوجد إجماع على وجوده وطبيعته، بل على العكس، كان هذا الشيء يتصدر قائمة أعمال الأشخاص المنخرطين في هذا السعي الديني الفلسفي. لقد اعتقد مفكرو نيايا أن تطبيق طريقتهم سوف يسفر عن معرفة مؤكدة حاسمة عن وجود الذات الجوهرية، وأن الوصول إلى تلك المعرفة سيكون مفيدا في السعي الهادف للوصول إلى الصالح الأعلى. ومن خلال التمعن في هذا المثال، يمكننا أيضا أن نرى كيف استخدم مفكرو نيايا نظام فايشيشيكا المتعلق بالمادة والصفات.
يقدم جوتاما أطروحة تقول بوجود تعددية للذوات، والسبب الذي يعطيه لذلك هو وجود تعددية في الوعي، وأيضا وجود صفات الرغبة والكراهية والجهد والمتعة والألم على نحو تعددي. أما المثال أو القاعدة التي يسوقها فهو أن تعددية الوعي - بالإضافة إلى تلك الصفات المعينة - تشير إلى ذوات أبدية غير مادية منفصلة عن كل من العقل والجسد؛ وهذا يعني على وجه التحديد أن تلك هي سمات هذا النوع من الذوات. وكل هذه السمات هي حالة تشير إلى تعددية الذوات؛ ولذلك توجد تعددية للذوات. وتتسم السوترا التي تقر بوجود الذات («نيايا سوترا»، المجلد 1) بالغموض الشديد، كما أن التعليق عليها الموضحة فيه هذه الحجة على نحو كامل لا يتسم بالوضوح؛ ولذا فإن كل نقطة منهجية تتطلب درجة من درجات الاستنتاج. ورغم ذلك، فهذا هو شكل «الإثبات» الذي قدمه جوتاما لهذا الشيء محل الاستقصاء. وتقول السوترا أيضا إن الصفات تتأصل فقط في الذات قبل التحرر من الميلاد المتكرر، وبعد ذلك الميلاد تكون كل ذات خالية من كل الصفات لكنها تحتفظ بخصوصيتها، تلك الخصوصية الأبدية. وفي إشارة واضحة إلى تراث تأويل النصوص الفيدية، تزعم نيايا أن هذه طريقة مؤكدة لاكتساب المعرفة حول الذات بدلا من الاعتماد على الشهادة.
ولسنا في حاجة إلى القول إن هذا الدليل وغيره من «الأدلة» المقدمة في «نيايا سوترا» وتعليقاتها، مثل تلك المتعلقة بالتعددية وطبيعة «العقول» المنفصلة، تعرضت لكافة أشكال النقد على يد المفكرين المعاصرين والمتأخرين. ورغم ذلك، فهذه الطريقة قد حظيت بالاهتمام حتى وقتنا الحالي داخل التراث الهندي وأيضا في الأوساط الفلسفية الغربية، فقد قدمت جانبا من أسهل جوانب التراث الهندي الممكن استقراؤها كي يخضع للدراسة في سياق الفكر الغربي. وإلى جانب أمور أخرى فقد ناقش الباحثون المعاصرون تركيبتها ومزاياها المنهجية النسبية بالمقارنة بالقياس المنطقي لأرسطو، الذي يمثل في الغالب بهذا المثال: «كل البشر فانون، سقراط إنسان؛ لذلك سقراط فان.»
وتلخيصا لما قلنا، فإن رؤية نيايا فايشيشيكا للعالم هي رؤية تتصف بالواقعية التعددية. ويرى أصحاب هذا الفكر أن إدراك أحد الأشياء ينقل للشخص المدرك معرفة الوجود المستقل لذلك الشيء؛ فعلى سبيل المثال، إذا رأى الشخص زهرة، فمن الممكن أن يعتبر أن تلك الزهرة حقيقية على نحو متسام، وهذا يعني أن الصفات المتأصلة في الزهرة، مثل الحمرة والرائحة الزكية، هي وحدها الممكنة معرفتها عن طريقة الإدراك الحسي، بل من الممكن إدراك الزهرة نفسها كمادة موجودة على نحو مستقل. وهذه الواقعية على قدر كاف من المصداقية كي تكون أساسا لنظام نيايا للتفكير الاستنباطي من أجل اكتساب معرفة معينة عن وجود وطبيعة أشياء أخرى أكثر أهمية وقيمة من الناحية الخلاصية، أشياء مثل العقول والذوات الأبدية، تلك الأشياء غير الممكنة معرفتها عن طريق الإدراك وحده. وعلى هذا النحو، فإن وسائل المعرفة الأساسية المستخدمة في دارشانات نيايا فايشيشيكا هي: الإدراك، والتفكير، والاستنباط.
الفصل السادس
الأشياء واللاأشياء
تطورات في الفكر البوذي
رأينا في الفصل الرابع كيف دفع ظهور تعاليم وأفكار بديلة متحدية البرهميين التقليديين إلى محاولة الدفاع عن صحة وسيادة النصوص الفيدية المتمثلة في كل من النصوص الشعائرية وكتابات الأوبانيشاد. ورأينا كيف كان لهذا أثر على الواقعية التعددية في خطابات نيايا فايشيشيكا الأكثر منهجية. وإلى جانب تلك التطورات التي حدثت تحت مظلة التقليد البرهمي، كان الفكر البوذي والتعاليم البوذية أيضا يخضعان للفحص والتعديل والدراسة والمراجعة. وقبل الشروع في مناقشة هذه الأمور، يجدر بنا ذكر أنه على الصعيد الداخلي وعلى صعيد العلاقة بمدارس الفكر الأخرى، فإن كثيرا من الأفكار والفرضيات التي قدمها المفكرون البوذيون يمكن أن تبدو صعبة الفهم للغاية بالنسبة للمبتدئين. ورغم ذلك، آمل أن يساعد هذا السياق المتسع الذي يتناوله الفصل في توضيح أية مشاكل قد تقابل القارئ. إن عمق الفلسفة البوذية يستحق أيضا المثابرة؛ فهي تضم بعض الافتراضات الأكثر راديكالية في تاريخ الفكر البشري.
أنواع الفكر البوذي
اهتم أول النقاشات الجادة داخل التقليد البوذي بالقواعد الرهبانية الانضباطية الصارمة، وقد أدت هذه النقاشات إلى قبولها وتقنينها من قبل البعض، وإلى رفضها وتعديلها من قبل البعض الآخر. وبهذه الطريقة، التي يمكن أن نطلق عليها «انشقاقية»، بدأ التشظي الأول للبوذية إلى «مدارس» مختلفة، وتلك الاختلافات المبدئية في القواعد الانضباطية الصارمة لتلك المدارس مهدت الطريق لظهور اختلافات في النظرة العقائدية وترسخها في المجتمعات المتماثلة الفكر. وتشير النصوص إلى حوالي 18 مدرسة وجدت في الهند خلال مراحل مختلفة أثناء الفترة التي تقدر بنحو 800 عام أو ما يقرب من ذلك التي أعقبت وفاة بوذا. ومن بين هذه المدارس التي يمكن أن نشير إليها في مجملها بأنها تمثل البوذية «القديمة» أو بوذية «ما قبل الماهايانا»، وحدها بوذية التيرافادا التي بقيت حتى يومنا الحاضر، لكن المدارس الأخرى التي لدينا بعض المعلومات عنها تشمل لوكوتارافادا، وساماتيا، وسوترانتيكا، وسارفاستيفادا.
अज्ञात पृष्ठ