भारतीय दर्शन: एक बहुत छोटा परिचय
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
أما خط الدفاع الثاني فكان الحفاظ على المحتوى الكامل للنصوص المتعلقة بأداء الطقوس والدفاع عنه؛ ولذلك كانت التخصصات التي تطورت في هذا المجال قائمة على فروع معروفة باسم «فيدانجات» - أي «أطراف الفيدا» - وكانت ستة أطراف؛ كان فرع «الصوتيات» مهتما بالنطق الصحيح للأصوات الصادرة أو المنشدة أو الملفوظة أثناء عملية القربان، وكان «العروض» يصنف الأوزان الشعرية للتراتيل أو الصيغ المختلفة المستخدمة في عملية تقديم القرابين، ووضع «النحو» العلاقات بين الأجزاء المكونة للجملة، وكان «التحليل التأصيلي» يسعى لشرح معنى كل كلمة على حدة داخل الجملة، وحدد «الفلك» اليوم الميمون والزمان الميمون لأداء الطقوس، ووضعت «القواعد الشعائرية» الطريقة المثلى لأداء مختلف طقوس تقديم القرابين.
وإذا نحينا الفلك والقواعد الشعائرية جانبا، فقد كانت الفيدانجات مناسبة أيضا لأمور أخرى تهمنا إلى حد كبير، أهمها ربط محتوى الفيدا بفهم الحقيقة بواسطة «اللغة»، وهذا يعني أنه من خلال إرساء قواعد لغة الفيدا تصبح طريقة تأثير تلك اللغة في العالم الذي يستمد بقاءه من خلال طقس تقديم القرابين؛ راسخة هي الأخرى. وكان معنى ذلك أيضا شرح طبيعة العالم، وأن العلاقة بين اللغة ومعرفة ذلك العالم يمكن تحديدها - حتى وإن كان ذلك من وجهة النظر هذه فحسب. والفقرات التالية سوف توضح، كما آمل، كيف نتجت هذه النقاط عن النقاش اللغوي.
اللغة والحقيقة
كما شاع في كثير من أنواع التقاليد الهندية، على مر القرون، طرحت نظريات وحجج مختلفة داخل التقليد الفيدي تدعم النقاط الأكثر أهمية في النقاش الدائر حول اللغة؛ ونحتاج هنا فقط إلى ذكر بعض من أبرزها. لعل من أكثر الشخصيات تأثيرا النحوي الهندي العظيم بانيني، الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد. كتب بانيني كتابا من أكثر كتب القواعد اللغوية شمولا وتعقيدا في تاريخ اللغويات، وما زال الكتاب يحظى بقدر كبير من الاحترام حتى يومنا الحاضر. ويضم هذا العمل الرائد - «أشتاديايي» - ثمانية فصول تضم أربعة آلاف قاعدة. يضم الكتاب والملاحق كل ما يتعلق بعلم الدلالات اللغوية وقواعد تركيب الجملة والاشتقاقات وقواعد النطق وتصنيف جذور الأسماء والأفعال، والقواعد المتعلقة بالحالات الخاصة. وبهذه الطريقة، ضم بانيني علم تاريخ الألفاظ والصوتيات إلى كتابه الشامل لكل القواعد اللغوية، على الرغم من أنها تعد فيدانجات بذاتها، يدرسها الآخرون ويكتبون عنها كل منها على حدة.
كانت اللغة التي وصفتها القواعد اللغوية التي وضعها بانيني هي اللغة السنسكريتية، لغة الفيدا ولغة الطقس. وكانت السنسكريتية تعتبر كلاما «نقيا من الناحية الشعائرية»، وكان الجانب الإبداعي لهذه اللغة يحظى بأهمية محورية؛ إذ كانوا يعتقدون أن صوت اللغة السنسكريتية الملفوظ أثناء تقديم القربان هو ما يحقق النتائج المرجوة من القربان. ووصف بانيني هذه العملية بأنها نشاط له ميزة تتمثل في القيام بالفعل. وبهذه الطريقة، وعلى سبيل المثال، تتضح القيمة الإبداعية لجملة مثل «الماء يبلل الحبوب» من خلال فهمها على هذا النحو: «الحبوب المبللة تنتج عن الماء.» وبالنسبة لنا، يوجد أمران جديران بالملاحظة في هذا الصدد؛ الأمر الأول هو أن الاسمين (كلمتي التسمية) - وهما في هذه الحالة الحبوب والماء - مفهوم أنهما حقيقيان؛ أي أشياء أو كائنات فعلية. الأمر الثاني أن الفاعل - الماء في هذه الحالة - لا يحتاج إلى أن يكون فاعلا واعيا أو متعمدا؛ لأن أصوات أداء طقس تقديم القربان فعالة على نحو مبدع؛ لأنها تلقائية، وبالتأكيد غير شخصية؛ فدور الكهنة في «ترديد الآيات الفيدية» يشبه دور الماء في تبليل الحبوب. وبهذه الطريقة أوضحت اللغة نفسها حقيقة العالم المتعدد الذي يتم فيه تقديم القربان، وتأكد الدور الأساسي الذي يلعبه الكهنة في حفظ وحماية نصوص الطقس القرباني؛ فاللغة التي يستخدمها الكهنة كانت أداة الإبداع.
ومن الأمور ذات الأهمية الهامشية إلى حد ما أنه عند وضع القواعد النحوية للغة السنسكريتية، لعب بانيني دورا مهما في «ختم» اللغة. وهذا عامل غريب في تاريخ أي لغة ؛ لأن معظم اللغات تستمر في التغير والتكيف مع سياق التطورات الثقافية. أما اللغة السنسكريتية، على النقيض من ذلك، فلها صيغة «كلاسيكية» محددة، تعطي دليلا واضحا حول الصحيح والخطأ، وكيفية أو إمكانية استخدامها، وهكذا. وعلى الرغم من أن اللغة السنسكريتية لها تراث غني في استخدامها في أدب ودراما الهند وكذلك في الكتابات «الدينية» الأخرى، فإن الهدف من الطبيعة المقيدة بالقواعد الخاصة باللغة السنسكريتية ومبرر ذلك التقييد هما المكانة الفريدة للغة في عملية تقديم القربان الإبداعية.
كان من أهم أتباع بانيني والمعلقين عليه باتانياجالي وكاتيايانا، وقد عاش كلاهما في القرن الثاني قبل الميلاد، وتمثل إسهامهما في ربط قواعد بانيني النظرية بطريقة استخدام اللغة السنسكريتية عمليا. وقالا إن استخدام اللغة مثل سلطة نحوية إضافية. وفي واقع الأمر، إن استخدام اللغة مثل وسيلة موثوقة للوصول إلى المعرفة. وكان هذا الأمر من الأهمية بمكان؛ فمعنى ذلك أنه حتى الجمل التي تبدو مكونة على نحو غير مكتمل أو على نحو غير مثالي يمكن فهمها بواسطة الروابط النحوية. وهذا يعني أنه إذا كانت إحدى الجمل أو إذا كانت مجموعة من الكلمات لا تتفق على نحو دقيق مع القواعد النحوية الدقيقة، يمكن اعتبار أن تلك الجملة أو هذه المجموعة من الكلمات ذات معنى من خلال الاستخدامات المتعارف عليها. وكان هذا تأكيدا مهما ليس فقط في توسيع نطاق المعايير التي تستخدم اللغة وفقها، بل كان أكثر أهمية على وجه الخصوص للمدافعين عن الفيدا؛ والسبب في ذلك هو أن بعض الكلام الموجود في النصوص الشعائرية لم يكن واضحا أو متسقا. وجزء كبير من هذا الكلام كان مكونا من أوامر (أو نواه في واقع الأمر) محددة بوضوح لأغراض أداء الطقس، وقد كانت إمكانية تطبيق القواعد النحوية واضحة في هذا الجزء. ورغم ذلك، احتوت النصوص أيضا على أوصاف تكميلية متعددة ذات معنى إما أنه غير واضح في حد ذاته أو قد يبدو متعارضا مع الجمل المذكورة في أجزاء أخرى من النصوص. وبالاستعانة بمعايير الاستخدام يمكن تفسير تلك الفقرات على أنها استعارات مجازية ، أو طريقة أخرى غير حرفية للتعبير، مما يضمن تمام الصحة والتماسك للغة المقدسة التي دونت بها تلك النصوص.
دفاع جايميني عن الفيدا
في نهاية المطاف، أدى وضع النظريات حول اللغة ودورها إلى قيام مدافعين آخرين بمحاولات أكثر تحديدا لتأكيد معنى محتوى الفيدا وإثبات صحته. ومكنهم عمل النحويين مبدئيا من ضمان دقة حفظ النص والدقة في تقديم القربان نفسه. ولكن كان من الضروري أيضا أن يكونوا قادرين على إثبات أن مجموعة النصوص بأكملها لها معان ومترابطة. وكان أول مؤول مهم ومعروف للنصوص الفيدية هو جايميني، الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، والذي حاول فهم طبيعة الطقس القرباني والهدف منه. وكان هذا بداية تقليد «ميمانسا» («ميمانسا» تعني «التأويل»). وأصبح اسم ميمانسا مرتبطا بتأويل النصوص الشعائرية، وقسم الأفعال من الفيدا المعروف باسم كارما كاندا، والتقليد الفلسفي القائم على هذا التأويل.
المعنى والنحو «النار تطهو الأرز.» هذه جملة واضحة، بها اسمان من الأسماء هما النار والأرز، ونشاط هو الطهي، وفاعل هو النار التي تنتج الأرز المطهو. يمكن للمرء أن يفهم الجملة على أنها «إيجاد» الأرز المطهو بواسطة التفاعل بين الاسمين والنشاط.
अज्ञात पृष्ठ