भारतीय दर्शन: एक बहुत छोटा परिचय
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
هذه هي البيئة التي ولد فيها، حوالي عام 485 قبل الميلاد، رجل يسمى سيدهارتا جوتاما ، الذي أصبح فيما بعد معروفا باسم بوذا. وتعني كلمة بوذا حرفيا «اليقظ»، وتشير إلى مناسبة تنوير بوذا. وتصف النصوص المقدسة التنوير بأنه اكتساب الرؤية (ثلاث رؤى بالأحرى) التي كانت مهمة بما يكفي لأن تماثل اليقظة بعد النوم. وهذه النقطة تلفت الانتباه إلى الطريق البوذي، الذي يتفق مع تعاليم كهنة البرهمية أتباع كتابات الأوبانيشاد وكثير من المارقين في أنه يمثل الانتقال من الجهل إلى المعرفة. إن الجهل هو العامل الشرطي الأول الذي يدعم استمرار الميلاد المتكرر، الذي تتسم فيه كل حياة بعدم الرضا العميق المرتبط بالطبيعة المؤقتة لكل شيء يمكن للمرء أن يعايشه. أما المعرفة فهي العامل التمكيني الذي يمكن المرء من الوصول إلى إنهاء ذلك الميلاد المتكرر. ونظرا لأن المعلمين الأوائل لتلك التقاليد زعموا أنهم توصلوا لهذه المعرفة، فإن لدينا عددا هائلا من النظريات الميتافيزيقية المختلفة المتعلقة بهذه الفترة.
على الرغم من تداول الكثير من القصص الشعبية المستندة إلى التراث البوذي، الذي تقص أعماله الأدبية السردية سيرة حياة بوذا على نحو مبالغ في المديح، وتروي تعاليمه؛ فإننا لا نملك أية حقائق مؤكدة عن الحياة المبكرة لبوذا، فيما عدا أنه ولد لعائلة تعيش في مدينة كابيلافاتو (الموجودة في نيبال حاليا) ويبدو محتملا أن عائلته كانت ثرية وتتمتع بالنفوذ. وتروي النصوص أنه ترك منزله في أوائل الثلاثينيات من عمره بحثا عن إجابة لأسئلته المتعلقة بالطبيعة الوجودية للمصير البشري، وهذه الأسئلة هي: لماذا الوجود البشري على هذه الحال؟ لماذا يتسم بالمرض والشيخوخة والموت؟ أليس ثمة مفر من حالته تلك؟ هل يمكن للمرء فعل أي شيء حيال ذلك؟ هل يمكن للمرء حقا الهروب من مثل هذا الوجود؟
خريطة 2: المواقع المرتبطة ببوذا.
وسواء أكان لدى بوذا أي معرفة متعلقة بأي من التعاليم المذكورة في النصوص التي أشرنا إليها سابقا قبل مغادرته للمنزل أم لا (ونحن لا نعلم هذا)، فإن النصوص البوذية القديمة تخبرنا أنه بمجرد أن انطلق بوذا في سعيه قابل أشخاصا لديهم وجهات نظر شديدة التنوع. وفي واقع الأمر، تعد هذه النصوص واحدا من أهم مصادر المعلومات، بالإضافة إلى النصوص الجاينية المتعلقة بوجهات النظر المتعددة التي انتشرت في هذا المجتمع. وفي أثناء سعيه الباحث عن أجوبة لتلك الأسئلة المهمة، كان بوذا مهتما على نحو عملي بمقابلة الأشخاص المنطلقين في سعي مشابه، وتعلم ما ظنوا أن له علاقة بالموقف الإنساني وما يمكن أن يفعل حياله. ويبدو أنه أمضى بعض سنوات في الاستماع إلى نظرياتهم والتعلم منها واختبارها، من خلال السير على خطاهم في مختلف أنواع الممارسات التي مارسوها. ولم يشعر بوذا بأن أيا من هذه الممارسات تقدم الأجوبة الشافية التي كان يبحث عنها، وفي النهاية قرر أن يجرب أسلوبه الخاص في محاولة اكتساب الرؤى شديدة العمق التي كان يسعى إليها.
شكل : راهب بوذي يتأمل.
وباستخدام نوع من التأمل الثاقب قام بتعليمه للآخرين فيما بعد، زعم بوذا أنه اكتسب ثلاث معارف مكنته من فهم طبيعة الوجود البشري وسبب كونه على هذه الحال. وزعم أيضا أنه من خلال هذه المعارف الثلاث قد حقق الخلاص من أسر استمرار الوجود البشري، وتتمثل أولى هذه المعارف في أنه تمكن من رؤية حيواته السابقة، وطريقة تأثير كل منها على جودة وظروف الحيوات التالية؛ وهذا يعني أنه تمكن من رؤية تاريخ ميلاده المتكرر. وثانية هذه المعارف هي أنه رأى طريقة ولادة الموجودات الأخرى وطريقة ميلادها ثانية، وهذا أيضا وفقا لنتائج الأفعال التي قامت بها في الحيوات السابقة، وأثرت هذه النتائج بدورها على حيواتها التالية. وعلى هذا النحو فإن قبول بوذا لمبدأ الميلاد المتكرر والكارما وتدريسه كلا منهما لم يكونا قائمين على تبنيه لسمات رؤية العالم التي كانت سائدة آنذاك، بل كان قبول هذين المبدأين وتدريسهما قائمين على تجربته الشخصية. أما ثالثة تلك المعارف التي اكتسبها بوذا فكانت كيف يزيل من هذا الإطار المتصور ذهنيا تلك العوامل التي كان قادرا على أن يرى أنها تربطه بمنتهى القوة بالاستمرارية في هذا العالم؛ وتمثلت تلك العوامل المراد التخلص منها فيما يلي: الرغبات الشهوانية، والرغبة في الوجود المستمر، والجهل بالطبيعة الحقيقية للحقيقة، وتبني «وجهات نظر» متعنتة .
شكل : صورة بوذا وهو يلقي تعاليمه.
تنوير بوذا «بذهن مركز، وصاف، ونقي، وخال من التشتيت، ومرن ومحدد الهدف، وجهت عقلي نحو معرفة كيفية التخلص من «ميول الاستمرارية». تمكنت من رؤية السمة الأساسية للوجود البشري على حقيقتها، وكيف تنشأ، وعرفت أنها من الممكن أن تتوقف، وكيف السبيل إلى إيقافها، وعرفت ميول الاستمرارية على حقيقتها؛ نشأتها، وتوقفها، وكيفية إيقافها. ومن خلال هذه المعرفة وهذه الرؤية حقق عقلي التحرر من الآثار المقيدة لكل هذه الرغبات الشهوانية، ومن الآثار المقيدة للرغبة في استمرار الوجود، ومن الآثار المقيدة للتمسك بالآراء المتعنتة، ومن الآثار المقيدة للجهل. وبعد ذلك عرفت على نحو مؤكد أنني تحررت من الميلاد المتكرر، وأنني مارست ما كان من الضروري ممارسته، وفعلت ما كان من الضروري فعله، وأن حالتي الحالية لن تؤدي إلى استمرارية أخرى.» «فينايا»، المجلد 3 (فقرة معادة الصياغة)
انظر أيضا: «ماجيما نيكايا»، المجلد 1،
و«أنجوتارا نيكايا»، المجلد 2 والمجلد 4
अज्ञात पृष्ठ