भारतीय दर्शन: एक बहुत छोटा परिचय
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
ونظرا لمكانة وقوة النصوص الفيدية واللغة السنسكريتية، فقد كان كهنة البرهمية يحرصون على معرفتهما معرفة وثيقة دون غيرهم من الناس، وأراد كهنة البرهمية إضفاء الشرعية على هذه المعرفة الحصرية فتعللوا بأن مثل هذه النصوص تحتاج إلى الحماية، لكن هذا في الوقت نفسه وضع الكهنة أنفسهم في موقع السيطرة المطلقة على المجتمع في ذلك الوقت، وكان المجتمع نفسه منظما بطريقة تحافظ على هذه السيطرة. أما أصول ما يعرف الآن بالنظام الطبقي الهندي فهي مدونة في صحف الطقوس الفيدية، وفيها كان الناس يقسمون وفقا لتسلسل هرمي على حسب النقاء الشعائري، وكان كهنة البرهمية، الأنقى، يحتلون القمة. إن نقاء كهنة البرهمية جعلهم مستحقين ومخولين بالتعامل بأمان وكفاءة مع الطقوس المقدسة ولغة القربان.
وهكذا فقد كانت السمات الأساسية للدين القرباني الفيدي تقوم على الطقوس الشعائرية، البدنية واللفظية أيضا، وكانت الدقة والإتقان في أداء هذه الطقوس ضروريين لضمان فعاليتها، وكان كهنة البرهمية يحفظون هذه الطقوس ويشرفون على القيام بها بالكامل، وكان الهدف من أداء هذه الممارسات الشعائرية هو الحفاظ على استمرار الكون، وكانوا يعتقدون أن الأفعال القربانية المختلفة - البدنية واللفظية - ترتبط بنتائجها بالتبعية.
التأمل الكوني
على الرغم من أن هذا النظام كان دنيويا إلى حد كبير، فإن كثيرا من النصوص الفيدية تسجل أن بعض القدماء المتخصصين في الطقوس كانوا يتأملون على نحو معقد في طبيعة الكون الذي يسعون إلى استمراره، وأدركوا أن الأدوار التي يلعبها الديفات التي يقدمون إليها القرابين كانت أدوارا مقتصرة على المكان المحدد والدور المحدد لكل منها في هذا الكون، وتفكروا أيضا في احتمالية وجود ما هو أعظم من الديفات. كما أرادوا أيضا معرفة المزيد عن أصول الكون نفسه؛ كيف بدأ كل هذا؟ من أو ماذا (إذا كان يوجد شخص أو شيء) خلقه؟ هل بدأ كجنين ذهبي؟ هل شيد على يد مهندس سماوي؟ هل نشأ عن قربان كوني؟ ما الدور الذي لعبه الكلام (أي صوت اللغة المقدسة)؟ هل النفس هو ما منح الحياة لكل شيء؟ أم كان الزمن هو ما بدأ كل شيء؟ ماذا كان يوجد من قبل؟ وربما السؤال الأهم هو: من يعلم ذلك؟
لم يكن يوجد عدم ولا وجود في ذلك الوقت، ولم يكن يوجد الفضاء ولا السماء التي وراءه. ما الذي بدأ كل شيء؟ وأين؟ وفي حماية من؟ هل كان يوجد ماء سحيق العمق؟
لم يكن يوجد موت ولا خلود في ذلك الوقت، لم تكن توجد علامة مميزة لليل أو النهار، أحدهم كان يتنفس ذاتيا، بلا هواء، وفيما عدا ذلك لم يكن يوجد شيء.
كان الظلام يخفيه الظلام في البداية، ولم توجد علامة مميزة، وكان كل شيء ماء. قوة الحياة التي كانت مغطاة بالخواء، أيقظها ذلك الكيان من خلال قوة الحرارة ...
من يعلم حقا؟ من سيعلن هنا؟ من أين جاء العالم؟ من أين جاء الخلق؟ الديفات أتت فيما بعد، مع خلق هذا الكون، فمن إذن يعلم من أين نشأ العالم؟
من أين نشأ هذا الخلق؟ ربما خلق نفسه، وربما لم يفعل ... الكيان الذي ينظر مراقبا من السماء العليا وحده يعلم، أو ربما لا يعلم. «ريج فيدا»، المجلد 10، من كتاب «مقتطفات من الريج فيدا»،
تحرير وترجمة ويندي دونيجر أوفليرتي، هارموندسوورث: بنجوين، 1981
अज्ञात पृष्ठ