दर्शन: इसके प्रकार और समस्याएँ
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
शैलियों
وأساس هذا المذهب هو الامتداد بالوعي، أو بنوع من النشاط النفسي على الأقل بحيث يشمل جميع أرجاء الكون. وليس هذا مجرد افتراض لذهن شامل من نوع ما، كما تفعل كثير من أنواع المذهب المثالي، وإنما هو نسبة عمليات ذهنية إلى كل جزء من النظام الطبيعي. وهكذا ينظر القائل بهذا المذهب عادة إلى الطبيعة بأسرها على أنها مؤلفة من مراكز نفسية، كل منها مشابه للذهن البشري، فتكون النتيجة نظرة يمكن تسميتها بالمذهب الذري الروحي
Spiritual Atomism . وبذلك يصبح الواقع، كما كان في المذهب المادي القديم والمذهب الفيزيائي الحديث، مجموعة مؤلفة من عدد لا متناه من الذرات. غير أن مذهب شمول النفس يرى، على خلاف هذه الأنواع المألوفة للمذهب الذري، أن الوحدات النهائية ذات طابع ذهني أو نفسي أساسا. وهنا أيضا نجد أن ليبنتس هو المثل الكلاسيكي لهذا الرأي: ففي مذهبه، يتألف الكون من عدد لا متناه من «الذرات الروحية
Mondas » أو مراكز الإدراك. وتتفاوت درجة الإدراك أو مستواه في هذه المراكز من العلم الشامل في الله، الذي هو «موناد المونادات»، حتى «الذرات الروحية الناعسة» التي تتألف منها المادة الفيزيائية. فليست لهذه الذرات الروحية الأخيرة إلا «إدراكات بسيطة
» أو حالات ذهنية لا واعية، غير أن ماهيتها مع ذلك تظل نفسية أساسا. وهكذا فإن الفكرة الأساسية في مذهب ليبنتس هذا، كما في كل مذهب يقول بشمول النفس ، هي أن «الذهن حاضر في الأشياء جميعا» - أو بالاختصار أن «الذهن في كل مكان».
في هذه الحالة بدورها ندرك بوضوح أن هذا الحل لمشكلة الجسم والذهن لا يتفق مع وجهة نظر الموقف الطبيعي إلا اتفاقا ضئيلا. كذلك فإن وجهة النظر الجديدة هذه، شأنها شأن نظرية التوازي ونظرية الوجهين، عقيمة عمليا، بل إن نظرية شمول النفس لا تكاد تكون نظرية قابلة للإثبات بالمعنى المألوف لهذا اللفظ، فلو كنت أكدت أن هذه الصخرة حية وحاسة، فلا يكاد يكون في وسعي مناقشتك، وكل ما أستطيع أن أرد به عليك هو أنك لا تستخدم الألفاظ بمعناها المعتاد، وأنك تدير ظهرك لتجربتنا المألوفة في الموقف الطبيعي، وهي التجربة التي نجد فيها فارقا بين الصخور وبين الأشياء ذات القدرة الواضحة على الحساسية، التي نطلق عليها اسم الحيوانات. ومن المعترف به أنك، كالقائل بنظرية الوجهين، قد «حللت» مشكلتك بإلغائها. أما كون الثمن العقلي لهذا الحل أبهظ مما ينبغي. فهذا أمر ينبغي أن يترك البت فيه للقارئ. وعلى الرغم من أننا لا نود التأثير في الحكم الذي سينتهي إليه القارئ، فمن الواجب أن نشير إلى أن الرأي منعقد على أن الثمن مبالغ فيه إلى حد بعيد. (9) الذهن بوصفه منبثقا
ما زال أمامنا أن نبحث رأيا أخيرا في علاقة الذهن بالجسم. وقد أرجأنا هذا الرأي إلى النهاية لسببين: أولهما أنه ربما كان أفضل نظرية موجودة حاليا في هذا الميدان المزدحم بالنظريات، وثانيا لأنه رأي يلقى استجابة من الذهن العلمي، ويتفق أيضا مع الموقف الطبيعي الذي تأثر به الطالب المبتدئ. وبذلك يشعر القارئ بتخفيف لحدة الضجر الذي قد يحس به إزاء بعض النظريات اليائسة المتطرفة الأخرى، ونستطيع أن نأمل أن نختتم هذا الفصل دون أن نترك الطالب ثائرا أو مرتبكا إلى حد قد يأبى معه الانتقال إلى بحث مشكلات أخرى في الفلسفة.
هذه النظرية الأخيرة في الذهن تتصف بأنها ليست رأيا في العلاقات بين الظواهر الجسمية والذهنية فحسب، وإنما هي على الأصح رأي في مركز الذهن في النظام الطبيعي بوجه عام. وهي تبنى مباشرة على نظرية الانبثاق التي عرضناها في الفصل الأخير، بل إن الارتباط بين المذهبيين يبلغ من الوثوق حدا يجعل النظرية التي سنعرضها تسمى في كثير من الأحيان باسم النظرية الانبثاقية
Emergence Theory
في الذهن. هذه النظرية تتوسع في الفرض القائل إن الحياة ظهرت أو «انبثقت» عندما تكون نمط جديد أشد تعقيدا، من المواد غير العضوية؛ أي عندما ظهر مستوى جديد من التنظيم بظهور أنواع جديدة من الاستجابة، فنقول إن الذهن هو بدوره نتيجة لتنظيم أعقد للتركيب الجسمي (أو على الأخص، العصبي). وبعبارة أخرى، فبازدياد تعقد تركيب العمليات الآلية العصبية، وظهور جهاز عصبي مركزي يربط بين كل أجزاء الكائن العضوي، «انبثق» من هذا المستوى التكاملي الجديد نوع جديد من الاستجابة. وظهر الوعي - أو الذهن بمعنى أعم - بوصفه نتيجة مباشرة لهذا التنظيم الناتج؛ ومن ثم فإنه يعتمد على هذا التركيب العصبي في استمرار وجوده.
النتائج الضمنية للنظرية الانبثاقية : من المفيد أن نناقش بعض نتائج النظرية الانبثاقية وتشعباتها. أولى هذه النتائج هي أنه لا يوجد على الأرجح واحد من المدافعين عن هذه النظرية، يقول إن هذا المستوى الجديد للتنظيم العصبي قد ظهر بقصد إتاحة ظهور الذهن في الكون. فالكون يعد نتيجة للتنظيم، لا سببا له. ومن الواضح أن هذا يؤدي إلى الربط بين نظرية الانبثاق وبين النظرية الطبيعية
अज्ञात पृष्ठ