दर्शन: इसके प्रकार और समस्याएँ
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
शैलियों
مأزق التمركز حول الذات : لسنا نود أن نخوض في تفاصيل النتائج المترتبة على الحجة المسماة بمأزق التمركز حول الذات
Egocentric Predicament
ولكنا سنعرض مقدماتها بإيجاز على النحو الآتي: لا بد لأي موضوع - لكي يصبح موضوعا للمعرفة، من أن يكون موضوعا للتجربة - أي إن أي شيء لا يمكن أن ينفذ إلى أذهاننا ما لم يدخل في علاقة ما. هذه العلاقة هي علامة المعرفة
cognition (أي الإدراك والتجربة والتعرف، بأوسع معانيها جميعا) فالأشياء لا تنفذ إلى وعينا إلا من خلال العملية المعرفة. وبطبيعة الحال فليس هناك من سبيل إلى معرفة ما عسى أن تكون عليه الأشياء بمعزل عن هذه العلاقة المعرفية - أي ما قد تكونه في ذاتها أو لذاتها - لأن من الواضح أنه في اللحظة التي تبحث فيها أي شيء محاولا أن تعرف طبيعته الحقة، فإنه يصبح موضوعا للمعرفة. وبعبارة أخرى فنحن لا نستطيع أبدا أن نخرج عن أذهاننا ونتحرر من عملياتنا الحسية بحيث نقابل الأشياء وجها لوجه. وليس في وسعنا أن نتسلل من الخلف ونمسك بالأشياء خلسة وهي «على غير استعداد». فنحن محصورون داخل وعينا الخاص، وكأننا مسجونون سجنا مؤبدا داخل جهازنا الحسي والمعرفي. ومن هنا كان «مأزق التمركز حول الذات » الذي لا يستطيع إنسان أن يجد منه مهربا .
ونتيجة هذا الموقف، في نظر المثالي الذاتي، واضحة وضرورية منطقيا. فالذهن المدرك هو الحقيقة النهائية في الكون. والأشياء الوحيدة الموجودة هي الأذهان وإدراكاتها، وفيما عدا هذه لا يوجد شيء. أما الواقعي فيرى أن حقيقة هذا المأزق لا يمكن إنكارها، ولكنه لا يؤمن بهذه النتائج. فالواقعي لا يرى داعيا إلى تأكيد قصور مؤسف يتصف به الذهن، والارتفاع به إلى حد جعله أساسا لنظرتنا إلى العالم. صحيح أن كل ما نعرفه عن العالم هو ما يأتينا من خلاله التجربة، غير أن حتمية العلاقة المعرفية لا تبرر إضفاء تلك المكانة الميتافيزيقية العليا على هذه العلاقة. ومع ذلك فإن المثالي هو الذي له الكلمة الأخيرة هنا (إذ إن هذا الفصل خاص به). فهو لا يرى شيئا «مؤسفا» في مأزق التمركز حول الذات، وفي رأيه أن هذا المأزق لا يدل على قصور في الذهن، بل يعبر عن طبيعة الواقع ذاته. فالمشكلة عند المثالي ليست في الخروج عن أذهاننا؛ إذ إن هذه الأذهان هي الواقع، ولا يمكن أن «يخرج» عن الواقعي إلا غير الواقعي؛ أي ما هو غير موجود. (7) مذهب الذات الوحيدة
من الواضح أن مذهب باركلي مذهب تعددي؛ إذ إنه يرى أن الواقع يتألف من أذهان (أو «أرواح»، حسب تعبير باركلي) وإدراكاتها. وحتى الذهن الإلهي، على ما له من أهمية في جمع شتات المذهب، ليس إلا مركزا إدراكيا مضافا إلى غيره، وبذلك تظل التعددية باقية.
ويبدو أن أي مذهب يجمع بين التعددية والذاتية معرض دائما لأن يتهدده خطر شبح لا يمكن التخلص منه نهائيا بأي التجاء إلى الذهن الإلهي. هذا الخطر الذي يتهدد المذاهب الذاتية على الدوام هو مذهب «الذات الوحيدة
Solipsism » الذي يعترف الجميع بأنه أشد المواقف الفلسفية تطرقا وأكثره تخريبا من الوجهة العقلية. والقائل بالذات الوحيدة هو مفكر ذاتي متطرف لديه الجرأة على أن يخطو الخطوة المنطقية الأخيرة التي يشعر جميع أعداء النزعة الذاتية بأنها خطوة لا مفر منها بالنسبة إلى هذا النوع من المثالين. فهو على استعداد للسير في منطقه حتى نهايته المريرة . وذلك بأن ينتهي إلى أنه لا يوجد شيء في الواقع إلا هو ذاته وإدراكاته الفردية. «فأنا وأفكاري (أو إدراكاتي) كل ما يوجد» - هذا هو الموقف الأساسي للقائل بمذهب الذات الوحيدة، وكل ما عدا ذلك؛ أي كل الأشخاص والأشياء والكون المادي بأسره، لا وجود له إلا بقدر ما يتحقق على الدوام في ذهن صاحب مذهب الذات الوحيدة.
وأهم ما يفعله صاحب هذا المذهب هو أنه يتحدى أي شخص، وكل شخص، أن يأتي عن طريق المنطق برد إيجابي على السؤال: «ما الذي يوجد غير ذاتي وتجربتي؟» ومن الواضح أن هذا ليس إلا امتداد للسؤال المتضمن في الأنواع الأقل تطرفا من المثالية الذاتية، كمثالية باركلي. ولكن بينما باركلي (ومعه كل مثالي في الواقع) يتساءل: «كيف تستطيع أن تثبت أن أي شيء يمكن أن يوجد إلا وهو معروف لذهن ما؟» فإن صاحب مذهب الذات الوحيدة يزيد السؤال حدة بأن يقول: «كيف يمكن إثبات أن أي شيء يمكن أن يوجد إلا وهو معروف لذهني أنا؟» ويلح هذا المذهب على طلب رد منطقي، فهو لا يقنع بأية إهابة بالموقف الطبيعي، ولا بأية إهابة برأي الأغلبية الساحقة. فلما كان صاحب هذا المذهب قد أعلن منذ البداية أنه أقلية تتألف من واحد له من الأهمية ما يجعل أفكاره وتجاربه تضفي الوجود على كل شيء آخر له وجود، فإنه لا يتأثر أبدا بالحجة القائلة إن معظم الناس لا يتفقون معه. فمن هم أولئك الملايين الذين لا يوافقون؟ إنهم مدينون بوجودهم ذاته لإدراكه لهم، وإذن فعلى أي أساس ترجح كفة آرائهم على النتائج المنطقية للذهن الذي بعثهم إلى الوجود؟ ...
ولعل القارئ قد بدأ يدرك الآن لم كان مذهب الذات الوحيدة، من الوجهة المنطقية، موقفا أقوى مما يبدو لأول وهلة. فبغض النظر عن مدى نفور الموقف الطبيعي منه، فإن هذا الموقف يصعب تنفيذه ما دمنا نمارس اللعبة الفلسفية على أساس قواعد المنطق الدقيق (وهو ما يصر صاحب الذات الوحيدة على أن نفعله). وعلى حين أن شوبنهور لم يكن من أصحاب هذا المذهب، فإن العبارة التي استهل بها كتابه الفلسفي الأكبر تعد تعبيرا كلاسيكيا عن الفكرة الأساسية لهذا المذهب: «العالم فكرتي». وفي ذلك يتفق معه صاحب مذهب الذات الوحيدة قائلا: «بالضبط! وإنني لأتحدى أي شخص أن يثبت أن العالم وكل ما فيه هو على أي نحو أكثر من فكرة لي.»
अज्ञात पृष्ठ