जर्मन दर्शन: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
الفلسفة الألمانية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
يجب أن تجيب أولا على حقيقة أن معاني الألفاظ في تلك الأسئلة ليست بديهية أو واضحة في ذاتها؛ فكلمة
Sinn
يمكن أن تدل على «معنى» كما في «معنى الحياة»، والذي يحمل دلالة «التوجه» أو «الهدف» أو «الغرض»، أو يمكن أن تدل فقط على ما نشير إليه عندما نشير إلى معنى كلمة. و
Sein
في عنوان كتاب هايدجر الأقوى تأثيرا «الوجود والزمن»
Sein und Zeit
عام 1927، يمكن أن تكون اسما وفعلا على حد سواء. وعلاوة على ذلك، فإن معاني «الوجود» ليست مباشرة؛ فعلى سبيل المثال: القول بأنه «توجد حياة على الأرض» ينطوي على معنى مختلف للوجود عن ذلك الذي ينطوي عليه القول بأن محمولا يخص شيئا، كما في: «هذا الكتاب أزرق»، أو القول بأن شيئا ما هو نفسه شيء آخر، كما في: «نجم الصباح هو نجم الليل»، فهل هذه المعاني بينها قاسم مشترك يمكن إدراجه تحت العنوان الوحدوي «الوجود»، أم ينبغي أن يفهم الوجود بدقة على أنه متشعب بطبيعته؟
تأثرت استكشافات هايدجر بفكرة أن «الوجود» يعني شيئا من قبيل «كونه معقولا»، ويمكن أن تكون الأشياء معقولة بطرق كثيرة. ونحن لا ننشأ في عالم خال من المعنى نخلع عليه فيما بعد معنى، فالعالم الذي نعيش فيه هو دوما ذو معنى بمفهوم هايدجر، وذلك لأسباب أهمها أننا علينا أن نتوافق معه لنظل على قيد الحياة. ولا يمكن لأسئلة فلسفية من قبيل سؤال لايبنتز: «لماذا يوجد شيء بدلا من لا شيء؟» والتي كان شيلينج قد بدأ يطورها إلى الفكرة الوجودية بحدوث جميع الوجود؛ أن تنشأ إلا في حالة وجود شيء من الفهم لما ينبغي أن يكون عليه العالم. ومن ثم، فالمهمة المبدئية هي تحديد ملامح ذلك الفهم، الذي يظن هايدجر أن الفلسفة الغربية قد نسيته. وتتضح أهمية فعل ذلك إذا أمعن المرء النظر في مثال للأساليب المتعارضة التي نرى بها ماهية الأشياء؛ فعندما نعجب بالسماء الزرقاء في يوم صيف صحو، سوف يختلف إدراكنا لزرقة السماء عن إدراك الفيزيائي الذي يشرح السبب في ظهور السماء زرقاء، ويمكن أن يبدو تفسير الفيزيائي على أنه الأساس الواقعي لما ندركه، وهو كذلك بالفعل، إذا كان هدفنا هو فهم الطبيعة باعتبارها نظاما من القوانين التفسيرية. لكن يتضح من الحقيقة البسيطة، التي مفادها أن الناس عاشوا لألف سنة دون معرفة مبررة لسبب زرقة السماء، أن فهم الوجود الذي يقدم تفسيرا ليس هو النوع الوحيد من الفهم؛ فلماذا مثلا لا يمكننا أن نقر بجمال السماء الزرقاء، أو نترجم تجاوبنا معها في لوحة تسعى إلى تسجيل زرقتها، وهي زرقة لا يتضمنها اللون كحقيقة موضوعية، بل بالأحرى في موضع الزرقة من عالم الدلالات؟ تتجلى تداعيات تلك المواقف المتغايرة عندما يحذر المفكرون الرومانسيون من تداعيات اختزال الطبيعة في كونها مجرد موضوع يشرحه العلم الحديث. وعلى غرار ما ذهب إليه هوسرل في «أزمة العلوم الأوروبية»، يرى هايدجر دورا فارقا للفلسفة في فحص الافتراضات والممارسات العامة التي دونها ستكون محاولات الموضعة التي تجلبها العلوم مستحيلة، ولا أحد منها يتبنى موقفا «مضادا للعلم»، فهي إنما تحاول تفسير العلوم على أنها تقدم أسلوبا واحدا لفهم الوجود، الأمر الذي لا يعد بالضرورة الأساس النهائي لجميع أنواع الفهم الأخرى. وهذه المقاربة هي التي مكنت هايدجر من ابتكار أسئلة حيوية بشأن الحداثة، حتى وهو يسيء الحكم على نحو كارثي على بعض تجسيداتها الأكثر هدما.
مفهوم «الكائن هنا» والتفسير
تنطوي فكرة أشكال الفهم الأساسية التي يجب أن تسبق التفسير العلمي على نوع آخر من «الحدس». وتوضح فكرة هوسرل عن «الحدس المقولي» من عمله «أبحاث منطقية» (1900-1901) لماذا يلعب الحدس دورا مهما في هذا السياق، فما كنا لنستطيع بحث الموضوعات في العالم لو لم نفهم طرق الوجود التي لا يمكن فهمها كإدراكات للموضوعات، فالمرء لا يميز الفرق بين (أ) و(ب)، بل يميز (أ) ثم (ب). في «الحدس الحسي» يرى الورق الأبيض، و(أ) و(ب)، وفي «الحدس المقولي» يفهم المرء الورق «على أنه» أبيض، ويستوعب العلاقة أو «الوضع» «(أ) و(ب)». ولا يمكن إدراك ما تنقله كلمات من قبيل «واحد» و«ال» و«و» و«أو» و«لو» و«ثم» و«هكذا» و«جميع» و«لا شيء»، إلا أننا دونها لا نستطيع فهم ما ندركه. وينطبق الشيء نفسه على «الوجود» الذي «ليس شيئا في الموضوع، وليس جزءا منه»؛ فهو «قطعا ليس شيئا يمكن إدراكه». ولا يمكن تأويل وصف هوسرل على أنه تأمل متعال في شروط إمكان معرفة الموضوعات، الأمر الذي يؤكد على الذات كما في حالة كانط وفيشته. وعلى الرغم من ذلك، فإن هدفه هو الهروب من فكرة عقل يشكل عالما إلى وصف للكيفية التي تحدد معقولية الأشياء ومفهوميتها من الأساس؛ واللغة ضرورية لهذا الهدف.
अज्ञात पृष्ठ