227

फलक दायर

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

संपादक

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

प्रकाशक

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

प्रकाशक स्थान

الفجالة - القاهرة

بين آدم وحسناتهم موضوع لإحصاء أفعال قلوبهم خاصة، ولا يكون فيه شيء هي معدودة مضبوطة فيه، والمراد من هذه الآية وأمثالها إرهاب العصاة، وهم إذا سمعوا أن أعمالهم كلها مضبوطة مكتوبة في كتاب يشتمل عليها كما يشتمل على سائر الحساب لا على ما فيها، كاننا أخوف وأشد تباعدا من المعاصي.
فعلى هذه الطريقة قال "ولا كبيرة" لتكون الآية بعيدة عن التوهم الذي يخل نظام الزجر.
٩٤- قال المصنف: وكذلك قد كان القياس أن يقول "فلا تنهرهما ولا تقل لهما أف" لأنه إذا لم يقل لهما أف فقد امتنع أن ينهرهما.
قال: نظير ذلك في الترتيب الواقع على وفق القياس قول البحتري يصف نحول الركائب.
كالقسي المعطفات بل الأسـ ... ـهم مبرية بل الأوتار١
فشبهها أولا بالقسي، ثم قال بل كالأسهم؛ لأنها أبلغ في النحول من القسي ثم قال بل كالأوتار؛ لأنها أبلغ في النحول من الأسهم.

١ من قصيدة له في مدح أبي جعفر بن حميد، مطلعها:
أبكاء في الدار بعد الدار ... وسلو بزينب عن نوار
ثم يصف نحول القلائص، فيقول قبل هذا البيت:
يترقرقن كالسراب وقد خضـ ... ـن غمارا من السراب الجاري
وكان بالأصل "الأسهم ميزته".

4 / 241