فاختر لابن سنان أن يكون كثرة حروف الكلمة حروف الكلمة قبيحة إلا في القرآن الكريم.
وبالجملة فإما أن يلزمك ما ألزمته أو تتخلص مما يتخلص به.
٥٤- قال المصنف: وأكثر أسجاع الصابي١ وابن العميد٢ وكثير من المتقدمين والمتأخرين من الكتاب بتكرير المعنى بعينه في السجعتين المزدوجتين، كقول الصابي في التحمدي: "لا تخلقه العصور بمرورها، ولا تهر مه الدهور بكرورها".
ثم قال في ذكر النبي ﷺ "فلم يدع٣ للكفر أثرا إلا طمسه ومحاه، ولا رسما إلا أزاله وعفاه". قال: ولا فرق بين محو الأثر ولا تعفية الرسم، ولا بين مرور العصور، وكرور الدهور.
قال: ومثل قوله: "لم تزل الدولة العباسية تعتل طورا، وتصح أطوارا،
١ أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن زهرون، كان كاتب الإنشاء في بغداد عن الخليفة وعند عز الدولة بن بختيار بن معز الدولة بن بويه، وتقلد ديوان الرسائل سنة ٣٤٩ وكان على مذهب الصابئة كما يدل على ذلك اسمه، وله صداقة مع الشريف الرضي، وقد اشتهر بكتابته المسجوعة، وله رسائل مطبوعة "وفيات الأعيان ١/ ١٢ ويتيمة الدهر ٢/ ٢٣ ومعجم الأدباء ١/ ٣٢٤".
٢ أبو الفضل محمد بن العميد. والعميد لقب أبيه على عادة أهل خراسان في التعظيم كان وزيرا الركن الدولة الحسن بن بويه والد عضد الدولة سنة ٣٢٨ وكان متوسعا في اللغة والنجوم والأدب حتى سموه الأستاذ والرئيس والجاحظ الثاني. وهو صاحب مذهب في النثر مشهور.
"وفيات الأعيان ٤/ ١٨٩".
٣ في المثل السائر "لم ير للكفر".