इतिहास में फडक
فدك في التاريخ
शैलियों
ضرورة من ضرورات الأسلام (1) التي لا بد منها وشمسا يدور عليها الفلك الأسلامي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب طبيعته التي لا يمكن أن تقاوم حتى التجأ الفاروق إلى مسيرتها كما عرفت. ويتجلي لدينا أيضا أن الانقلاب الفجائي في السياسة الحاكمة لم يكن ممكنا يومئذ لأنه - مع كونه طفرة - يناقض تلك القوة الطبيعية المركزة في شخصية الأمام، فكان من الطبيعي أن تسير السياسة ا لحاكمة في خط منحن حتى تبلغ النقطة التي وصل إليها الحكم الاموي، تفاديا من تأثير تلك القوة الساهرة على الاعتدال والانتظام كما ينحني السائق بسيارته عندما ينحرف بها إلى نقطة معاكسة تحذرا من القوة الطبيعية التي تفرض الا عتدال في السير. وهذا الفصل الرائع من عظمة الأمام يستحق دراسة وافية مستقلة قد نقوم بها في بعض الفرص لنكشف بها عن شخصية علي المعارض للحكم والساهر على قضية الأسلام والموفق بين حماية القوة الحاكمة من الانحراف وبين معارضتها في نفس الوقت. وإن كانت مواقف الأمام كلها رائعة، فموقفه من الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أكثرها روعة (2). وإن كانت العقيدة الألهية تريد في كل زمان بطلا يفتديها بنفسه، فهي
---
(1) وعلى ضوء ما بيناه نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. وقوله له عندما تهيأ للخروج إلى غزوة تبوك: لا بد أن اقيم أو تقيم. راجع: سمند الأمام أحمد 1: 331، ذخائر العقبى: 87 46، الخصائص / النسائي: 80 - 81. (الشهيد)، صحيح الترمذي 5: 596 مطبعة دار الفكر. (2) سيأتي بيان هذه النقطة في الفصل الأخير.
--- [102]
पृष्ठ 101