مقتنع أو مسلم به، ولكن لا حيلة لي فيه. - إنه قانون عام احترمته جميع الحكومات على اختلاف منازعها. - ما شككت في ذلك قط، ولكن ما أكثر الكوارث التي يجيء بها. - لو لم يكن لتعرضنا لكوارث أشد، لا تضيع الوقت.
فقال بتسليم: دعني أتلفن لابنتي معتذرا. - لا .. آسف .. ضاع وقت كثير. - دقيقة واحدة.
فهز منكبيه ضجرا، وقال: ما عليك إلا أن تغير رباط الرقبة.
لما آنس منه ترددا مد يده فحل عقدة رباط رقبته، وأخرج من جيبه رباطا آخر مناسبا، وفرد ياقة القميص وطوقه به، ثم راح يعقده برشاقة ومهارة، وثنى الياقة. ألقى عليه نظرة فاحصة وقال بارتياح: غاية في الأناقة.
تأبط ذراعه، ومضى به، ثم أغلق الباب.
وصية سواق تاكسي
لوحت للتاكسي بيدي فأقبل نحو موقفي فوق الطوار. جلست إلى جانب السواق وأنا أقول: «جريدة الفجر من فضلك». التفت الرجل إلي باهتمام حرت في تفسيره. أيكون من الموظفين الذين يواجهون أعباء الحياة الجديدة بعمل إضافي؟ كلا، شكله يقطع بأنه ليس موظفا. رجل ضخم كأنه من رافعي الأثقال، ريان الوجه، غليظ القسمات، تطل من عينيه الحادتين نظرة قوية متحدية، ويده القابضة على المقود تذكر بالسلحفاة حجما وصورة. هيئته مستفزة معدة للمعارك، وسألني بصوت خشن متهكم: جريدة الفجر؟
فقلت متجاهلا تهكمه: نعم!
فقال باستهانة وقحة: طظ!
وقدر ردة الفعل السيئة في نفسي فاستدرك. - طظ في الجريدة لا مؤاخذة، أنت لا شأن لك بالموضوع. - أي موضوع؟ - عندكم كاتب اسمه الولد علي علام!
अज्ञात पृष्ठ