أحاديث الهوى :
وهذا كثير في كتب الأدب، كالذي رووا من قصة المنخل اليشكري المتجردة زوج النعمان، وما كان بينهما من علاقة، وما قيل في ذلك من قصص، وما روي من أشعار
5 .
وهناك نوع من قصص العرب، أخذوه من أمم أخرى، وصاغوه في قالب يتفق وذوقهم، كقصة شريك مع المنذر، وأنه أتاه في يوم بؤسه رجل يقال له حنظلة فأراد قتله فطلب منه أن يؤجله سنة، فقال: ومن يكفلك؟ فكفله شريك بن عمرو؛ فلما كان من القابل جلس في مجلسه ينتظر حنظلة فلم يأت، فأمر بشريك فقرب ليقتله، فلم يشعر إلا براكب قد طلع عليه فتأملوه فإذا هو حنظلة، فلما رآه المنذر عجب من وفائهما وكرمهما فأطلقهما؛ وأبطل تلك السنة
6 ... إلخ، فإن لهذه القصة أصلا يونانيا معروفا، وكقصة أنه كان لرجل من بني ضبة في الجاهلية بنون سبعة فخرجوا بأكلب لهم يقتنصون، فأووا إلى غار فهوت عليهم صخرة فأتت عليهم جميعا، فلما استراث أبوهم أخبارهم اقتفى آثارهم حتى انتهى إلى الغار، فانقطع عنه الأثر، فأيقن بالشر، فرجع وأنشد شعرا
7 ، فإن لها شبها بقصة من قصص المسيحية الأولى.
وقد عرفت العرب في الجاهلية قصصا كثيرة عن الفرس؛ وكانوا يروونها ويتسامرون بها، جاء في سيرة ابن هشام أن النضر بن الحارث كان من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسفنديار؛ فكان إذا جلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم
अज्ञात पृष्ठ