أعلام الموقعين لابن القيم. (16)
فهرست ابن النديم. (17)
طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة. (18)
أخبار الحكماء للقفطي. (19)
الأعلاق النفيسة لابن رسته.
وهناك كتب غير هذه تجد ذكرها في أثناء البحث.
الجزء
الحركة الدينية تفصيلا
قدمنا أن الحركة الدينية في صدر الإسلام كانت أكثر الحركات انتشارا وأوسعها ميدانا، وأن أكثر العلماء الذين ظهروا في هذا العصر كانوا علماء دين، وأن السبب في ذلك أن الدين ملك على الناس نفوسهم، ورأوا فيه سبب وحدتهم وعلة نهضتهم، لولاه لظل العرب شيعا وأحزابا يضرب بعضهم بعضا، ولولاه لقبعوا في كسر بيتهم، ولما تعدوا حدود بلادهم، ولما فتحوا الأمصار ودوخوا الممالك، فهو عزهم في الدنيا ورجاءهم في الآخرة؛ وأخلص له قوم من غير العرب فاعتنقوه وآمنوا أنه هو السبيل لسعادتهم، فأقبل هؤلاء وهؤلاء على القرآن يتفهمونه، والحديث يجمعونه ويشرحونه، وأخذوا يستنبطون منهما أحكام ما يعرض في هذه الدولة المترامية الأطراف من حوادث؛ فأما العلوم الدنيوية والفلسفية فكان ضعيفا شأنها، بل كان ما ينمو منها إنما يحتاج في نموه إلى الدين يعتمد عليه ويصطبغ به، يستخير الله عمر بن عبد العزيز أياما ليخرج للناس كتابا في الطب عثر عليه، وتتخذ أخبار الفتن والملاحم والغزوات والفتوح شكل الحديث؛ وهكذا، وقد وصفنا قبل هذه الحركة الدينية إجمالا، فلنعرض لها الآن بشيء من التفصيل، كان أهم ما تدور عليه هذه الحركة ثلاثة أشياء: القرآن وتفسيره، والحديث وجمعه وتبويبه، واستنباط الأحكام لما يعرض من أحداث، وهو الذي نسميه بالتشريع.
الفصل الخامس عشر
अज्ञात पृष्ठ