على أن العثور على تاريخ الماضي بهذا المعنى الواسع يحتاج إلى بحاثة من طراز جديد، بحاثة عالمي يجمع إلمامة بين علم الإنسان وعلم الآثار وعلم الأجناس وعلم الديانة المقارن، ويكون مع ذلك متضلعا في الفن والأدب متفقها في كل من اللغات القديمة من أوروبية وشرقية.
وعلى الرغم مما يقتضيه تكوين عالم من هذا الطراز من جهود مضنية وسنين كثيرة في الدرس والتعليم، فإنه يوجد الآن بعض علماء من هذا النوع يقومون بهذه البحوث فعلا، فتطلع علينا جهودهم المخلصة بقصة ذلك المنهاج الطويل العمر الذي أفضى في النهاية إلى حلول مداخن المعامل الحديثة، وكل ما نتج عنها من أمراض اجتماعية واقتصادية، محل تلك الأحراج الفطرية التي كان يجول فيها صياد العصر الحجري. ومع ذلك فإن المجهود الجدي في البحث عن تاريخ ماضي الإنسان لم يكد يتعدى مراحله الأولى، فإنه لم يمض قرن على عثور «بوشيه دي برت»
Boucher des perthes
2 - الذي يعد طليعة الباحثين في علم الآثار ما قبل التاريخ - في حصباء نهر «السوم» على «البرت» الذي يرجع تاريخها إلى أقدم إنسان أولي متوحش، وبجانبها عظام بعض الحيوانات الهائلة من ذوات الثدي التي انقرضت منذ زمن سحيق، فأعلن «دي برت» إذ ذاك أنها معاصرة لتلك البرت المصنوعة من الظران. ومنذ جيلين تقريبا زار العلماء الإنجليز «هكسلي»
Huxley ،
3
و«برستويتش»
و«السير شارلس ليل»
Sir Charles Lyell
4
अज्ञात पृष्ठ