Faith in the Hereafter and Its Impact on the Individual and Society
الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
शैलियों
أسباب اختيار الموضوع:
كان لاختيار هذا الموضوع جملة من الأسباب منها:
١ - أن الإيمان باليوم الآخر ركن أصيل من أركان الإيمان، لا يتم إسلام العبد وإيمانه إلا به.
٢ - وأن سعادة المرء معقودة على الإيمان بهذا الركن العظيم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذه الأصول الثلاثة وهي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح هي الموجبة للسعادة في كل ملة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)﴾ [البقرة:٦٢] والشرع ما جاءت به الرسل وهو الأصل الرابع" (^١).
٣ - وأن الحق ﷾ دائما يؤكد على مسألة البعث والقيامة والحساب والجزاء، وشاهد ذلك القرآن العظيم، فإنه مليء بأخبار هذا اليوم العظيم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " وهكذا القرآن فإنه قرر ما في الكتب المتقدمة من الخبر عن الله وعن اليوم الآخر، وزاد ذلك بيانًا وتفصيلا، وبيّن الأدلة والبراهين على ذلك" (^٢).
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في موضع آخر الأصول الثلاثة التي عليها مدار الخلق والأمر والسعادة وهي: إثبات الصفات والتوحيد والقدر، وتفصيل الشرائع وبيان ما يحبه الله تعالى ويكرهه، وبيان الجنة والنار والثواب والعقاب، وأخبار اليوم الآخر فقال: " وعلى هذه الأصول الثلاثة مدار الخلق والأمر والسعادة، والفلاح موقوف عليها، ولا سبيل لمعرفتها إلا من جهة الرسل" (^٣).
٤ - وأن الرسول ﵊ قد بيّن وفصّل عن أخبار اليوم الآخر أكمل مما جاء به سائر الأنبياء، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فإن مما جاء به محمد من أسماء الله وصفاته ووصف اليوم الآخر، أكمل مما جاء به سائر الأنبياء" (^٤).
_________
(^١) ابن تيمية: جامع الرسائل ت: د محمد رشاد سالم (٢/ ٢٨٨)
(^٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى ت: عبدالرحمن بن قاسم (١٧/ ٤٤).
(^٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (١٩/ ٩٦).
(^٤) ابن تيمية: مجموع الفتاوى ت: عبدالرحمن بن قاسم (١٢/ ٤٧٥).
1 / 10