समझ विस्तार
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
शैलियों
توجيه هذا السؤال هو شيء تاريخي بمعنى أن هذا السؤال يخلق التاريخ خلقا أول. (3)
لا يحدث التاريخ، ومعه وجود الإنسان، إلا حيث يكشف الوجود عن نفسه في عملية السؤال. (4)
لا يعي الإنسان نفسه إلا ككائن تاريخي متسائل، ولا يكون ذاتا إلا بوصفه كائنا تاريخيا متسائلا، فذاتية الإنسان تعني هذا: إن عليه أن يحول الوجود الذي يكشف له عن نفسه إلى تاريخ ويحمل نفسه على الوقوف فيه.
في كتاباته المتأخرة يتحول اهتمام «هيدجر» من تساؤل الإنسان إلى ضرورة الانفتاح اليقظ على الوجود، ما يزال الوجود في هذه الكتابات تاريخيا غير أن حدوثه يعد هبة من جانب الوجود لا نتاجا لبحث الإنسان وفهمه.
غير أننا يجب أن نأخذ حذرنا من تصور أي نقطة تحول أو انتقال جذري هنا؛ لأن «هيدجر» في حقيقة الأمر لا يناقض موقفه الأول بل يكمله، إنه يحاول في أعماله المتأخرة أن يؤكد موقفه غير المتمركز على الذات، ولهذا السبب فهو يحول الصورة من إظهار الإنسان متسائلا مجادلا للوجود إلى إظهار الإنسان على أنه «راعي الوجود »، غير أنه حتى بوصفه راعيا للوجود فإن رعايته تتمثل في هيئة «تفكير» و«بناء شعري»، وهذان كلاهما فعلان من جانب الإنسان (وإن يكونا استجابة للوجود) ويحتفظان بطابعهما التاريخي.
الانفتاح على الحقيقة، الانتظار اليقظ، الإصغاء لنداء الوجود؛ ل «لا تحجب» «الحقيقة كهدية من جانب الوجود لا كثمرة لبحث الإنسان: هذا هو القانون الأول للفكر وليس قواعد المنطق»، وقد سبق أن ألمعنا في الفصل الخاص بمعنى الهرمنيوطيقا إلى أن «هيدجر» يرى صلة وثيقة بين طبيعة الهرمنيوطيقا وطبيعة هرمس رسول الآلهة في الميثولوجيا اليونانية، فالرسالة التي يحملها هرمس ليست رسالة عادية، إنه يحمل الخبر الصاعق والنبأ الجلل، التأويل في أسمى معانيه هو أن تكون قادرا على فهم هذه الأنباء المقدورة، بل أن تفهم قدرية الأنباء، أن تؤول هو أن تصغي أولا، أن تفهم الشيء الذي أسفر عن نفسه، أن تفتح كيانك كله لعملية «التجلي»، ألا تفعل بقدر ما تنفعل، أن تتلقى ولا تنخذل أمام سفور الحقيقة، تماما مثلما يفعل الشعراء في لحظة الإلهام كما يقول أفلاطون في محاورة أيون، هكذا يعود بنا «هيدجر» إلى لحظة أكثر بداءة، لحظة سابقة على أي استدلال أو إعمال ذهن، سابقة على أشكال فكرنا الحاضرة، إن مشروع «هيدجر» التأويلي ينطوي على محاولة لاستعادة فهم الوجود واسترداد الوعي به، والذي يرى «هيدجر» أننا قد فقدناه في الأزمنة الحديثة، فإذا توجب على المرء أن يبحث عن الثقل الخفي للألفاظ القديمة فلكي يمضي فيما وراء الوضوح الذاتي في التفكير الحديث، ولكي يفلت من حدود النظرة الحديثة للعالم، فالهرمنيوطيقا هي ذلك المجال المعني بفك رموز الأقوال التي تنتمي إلى أزمنة وأمكنة ولغات أخرى، دون أن يفرض عليها المرء مقولاته هو أو تصنيفاته الذهنية. (6-1) اللغة والكلام
معجزة من بعيد أو حلما
جلبته إلى طرف بلادي،
وانتظرت حتى تجد ربة القدر المظلمة
في نبعها اسما تضفيه عليه
अज्ञात पृष्ठ