وأخذ مولانا السلطان في مكافأة خوجدا شيّته بزيادة إقطاعاتهم الامتاع، بالملابس التي يحقّ لها الإمتاع. وألوف من الأموال من الورق والعين، وإعلاء الرتب التي كادت أن تكون بمثابة العين من الحاجب والحاجب من العين. ودانت له الرقاب، وأعمل إلى أبوابه الركاب. وجاءت إليه رسل الملوك بالهناء، ووفدت عليه بالهدايا والتحف فانثنى كلّ عن أبوابه بأحسن الثناء. وسار ذكر ملكه في العدوّ الأكبر التتار، وعلموا أنّهم وإن كان لهم الثار، لا بدّ وأن يجدّد لهم ثارا وأيّ ثار. فاستعدّوا واستجلدوا واستجدّوا، واستجاشوا وجيّشوا، وعلى من يستنجدوا به فتّشوا.
[الأوضاع والعلاقات الخارجية عند سلطنة قلاوون]
ملك مولانا السلطان والفرنج المخذولون بعكا، وصور، / ٢٨ ب / وعثليث، وصيدا، وبيروت، وحصن المرقب، وطرابلس الشام، وقد انقضت (مدّة) (^١) هدنهم المستقرّة بينهم وبين الملك الظاهر، فظهر كلّ منهم في صورة المنافر. وكادوا يشفوا صدورهم وهيهات أن تشفى، وأن يخفوا نكاياتهم، وأبا (^٢) تدقيق النظر في حركاتهم وسكناتهم أن تخفى.
والملك السعيد بالكرك، ومماليكه تغار (^٣) إلى باب غزّه، وحماته حنقون إذ قد بدّلوا ذلّة بعد عزّه.
والأمير شمس الدين سنقر الأشقر قد شقّ العصا، وتسلطن بدمشق (^٤).
والتتار قد اختلفوا وتجمّعوا، وعلى قصد البلاد أجمعوا.
والدنيا مختبطة، والآمال في العدوّان (^٥) منبسطة. فقابل مولانا السلطان كلاّ
_________
(^١) عن الهامش.
(^٢) الصواب: «وأبى».
(^٣) الصواب: «تغير».
(^٤) أنظر عن سلطنة الأشقر بدمشق في: تشريف الأيام والعصور ٦١، والدرّة الزكية ٢٣٤، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ١٣، ونهاية الأرب ٣١/ ١٤، ودول الإسلام ٢/ ١٨٠، والعبر ٥/ ٣١٩، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٢٧، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٨٩، ومرآة الجنان ٤/ ١٨٩، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٢٥، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٦٧٠، ٦٧١، وعقد الجمان (٢) ٢٣٣، ٢٣٤، وتاريخ ابن سباط ١/ ٤٧١، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١٦٢.
(^٥) الصواب: «العدوّين».
1 / 53