«يا خوند (^١) أدركنا، فقد أخذت الخيول السلطانية، ونحن محصورون بالقلعة».
واستغاثوا وكرّروا الاستغاثة. ووقعت هذه البطاقة وهو على أمّ البارد (^٢)، فعزم من هناك على التّوجّه إلى الكرك، وتأخّر عنه عسكر الشام صحبة الأمير عزّ الدين أيدمر الظاهري نائبه.
ورحل الملك السعيد فنزل غيثا (^٣) / ٢٤ أ / وانتقض ذلك العزم، ورأى مشيروه أنّ طلوع قلعة الجبل والحصول عليها غاية الحزم.
وكان يزك (^٤) مولانا السلطان محيط (^٥) بالقلعة، فحين وصل له هذا الخبر أمر اليزكيّة أن تخلّي له (ليحصل في القلعة) (^٦)، فحصل فيها، وتراءى للجيش المحاصر ظنّا منه أنه متى لاحت لهم بارقة منه بادر كلّ منهم زلّته بتلافيها، فما ألوى أحد عليه، ولا مدّ حتى ولا طرف (^٧) إليه (^٨).
وأخبرني الصدر تاج الدين ابن الأثير (- رحمه الله تعالى -) (^٩)، وكان بالقلعة محصورا معهم، أنّ الحاجّ علاء الدين طيبرس الوزيري طلع إلى القلعة المحروسة، واجتمع بالملك السعيد، وقال: قم وانزل معي لأردّ عليك ملكك، وأنه قام فتعلّق المماليك السلطانية بأذياله باكين، ومنعوه ما ندبه إليه شاكين، وفي الخذلان غير شاكّين. وهي حيلة من الأمير علاء الدين على طلب الدستور المشروط في أيمانه، المعدود من قوّة إيمانه.
وحين نزل علاء الدين المذكور سأله مولانا السلطان / ٢٤ ب / أين كان؟ فأخبره بالصورة غير متلثّم، معربا غير معجم.
_________
= (الوافي بالوفيات ٦/ ٣٩٣ - ٣٩٥ رقم ٢٩٠٦، والمنهل الصافي ١/ ٢٨٢، والنجوم الزاهرة ٨/ ٣٤، وفي: إعلام النبلاء ٤/ ٤٧٥، ٤٧٦ رقم ٢٥٧ توفي سنة ٦٧١ - . وهو غلط، مع أنه ذكر كتابته للسلطان المنصور قلاوون، وهذا تولّى السلطنة سنة ٦٧٨ هـ!.
(^١) خوند: كلمة فارسية بمعنى سيّد. أصلها خداوند. (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة - ص ٥٨).
(^٢) أمّ البارد: لم أجد تعريفا بموضعه.
(^٣) لم أجد تعريفا بموضعه.
(^٤) اليزك: الحرس.
(^٥) الصواب: «محيطا».
(^٦) عن الهامش.
(^٧) ضبطها هكذا في الأصل. والصواب: «طرف».
(^٨) أنظر: نهاية الأرب ٣٠/ ٣٩٧، الدرّة الزكية ٢٢٩.
(^٩) عن الهامش.
1 / 48