الخامس: قنسرين ومدينتها العظمى حلب، ومن أعمالها مدينة سرمين وإنطاكية ويقال: إن بها حبيب النجار، وذكرنا لكل قسم من هذه الأقسام بلدا ومعاملات، وفي بعض الأجزاء اتفق العلماء على أن الشام أفضل البقاع بعد مكة والمدينة.
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام- (رحمه الله)- في تأليفه ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام : وبعد فأحمد الله تعالى على أن حبب إلينا الإيمان وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من أهل الشام، الذي بارك فيها للعالمين، وأسكنه الأنبياء والمرسلين والأولياء المخلصين وحفه بملائكته المقربين، وجعله في كفالة رب العالمين وجعل أهله على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم إلى يوم الدين، وجعله معقل المؤمنين وملجأ اللاجئين، سيما دمشق الموصوفة في القرآن المبين أنها ذات قرار ومعين. كذا روي عن سيد المرسلين وجماعة من المفسرين وبها ينزل عيسى ابن مريم لإعزاز الدين ونصر الموحدين وقتل الكافرين وبغوطتها عند الملاحم فسطاط المسلمين، ثم قال: قد قوى الله سبحانه حظ دمشق مما أجرى فيها من الأنهار وسلسلة من مياهها خلال المنازل والديار، وأنبته بظاهرها من الحبوب والثمار والأنهار، وجعلها موطنا لعباده الأخيار، وساق إليهما صفوته من الأبرار. وما ذكره علماء السلف في تفسير كتابه العزيز المختار، وما ورد من حث النبي- (صلى الله عليه وسلم)- على سكناها وما تكفل لها ولأهلها إلى غير ذلك من الأخبار والآثار فمنه ما:
رواه الحافظ ابن عساكر بسنده إلى أبي إدريس الخولاني عن عبد الله ابن حوالة الأزدي عن رسول الله- (صلى الله عليه وسلم)- أنه قال:
«ستجندوا لي أجنادا» وقال: «جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن»، فقال الخولاني: خر لي يا رسول الله فقال: «عليكم بالشام فمن أبى فليلحق
पृष्ठ 311