(6) -[6] حدثنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنى، ومحمد بن أيوب، قالا: ثنا مسدد، ثنا عبد الوهاب. ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن نصير، ثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، ثنا عبد الوهاب الثقفي، ثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر ".ثم ذكر ما بعده بمعناه ورواه بشر بن المفضل، وإسماعيل ابن علية، ومحمد بن أبي عدي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا إلا قوله في أبي عبيدة، فإنهم وصلوه في آخره، فجعلوه عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وكل هؤلاء الرواة ثقات أثبات، والله أعلم، انتهى كلامه. وقد اختلف العلماء في هذا الحديث قديما وحديثا، فقال بعضهم: الصحيح أنه مرسل، وقال بعضهم: هو منقطع لم يسمعه أبو قلابة من أنس، والصحيح منه ذكر أبي عبيدة، وقد ذكر ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب أن أكثر الرواة رووه مرسلا، وقد سئل عنه الإمام الحافظ الحبر أبو الحسن الدارقطني في كتاب العلل، فقال: يرويه خالد الحذاء، وعاصم الأحول، واختلف عنهما، فأما حديث خالد الحذاء، فرواه إسماعيل ابن علية، عن خالد، عن أبي قلابة مرسلا، واختلف عن الثوري، فرواه قبيصة، عن الثوري، عن خالد، وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس، وخالفه فعلا ابن عبد الرحمن، فرواه عن الثوري، عن عاصم، عن أبي قلابة، عن ابن عمر، وعن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس، ورواه وكيع، عن الثوري، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس. ورواه ابن عيينة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي قلابة، مرسلا، ورواه أبو قحذم النضر بن معبد، عن أبي قلابة أيضا، وروى شعبة من هذا الحديث كلمة وهي فضيلة أبي عبيدة بن الجراح خاصة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس، واختلف عن شعبة في ذلك، فقيل: عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، وقيل: عن أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن أنس، وقيل: عن أبي عمر، إلي، ويعني عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، وأصحها شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، وهذا الذي صححه الدارقطني هو الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث شعبة (7) -[101] فقال حدثنا أبو الوليد، ثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".وكذلك رواه مسلم في صحيحه (8) -[7] ذكر أبو عبيدة فقط من حديث إسماعيل ابن علية، عن خالد فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل ابن علية، عن خالد. ح قال: حدثني زهير بن حرب، ثنا إسماعيل، أنا خالد، عن أبي قلابة قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".وقد تقدم أن بشر بن المفضل، ومحمد بن أبي عدي، وهما ثقتان ثبتان رويا الحديث أيضا عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا إلا ذكر أبي عبيدة. وقال الحافظ أبو بكر الخطيب في الجزء السادس من كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل بعد أن روى الحديث من رواية قبيصة، عن سفيان، عن خالد، وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس. كذا روى هذا الحديث قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، وعاصم الأحول، فانفرد بتجويده، والجمع فيه بين خالد، وعاصم، وخالفه وكيع بن الجراح، وعبيد الله الأشجعي، وقطبة بن العلاء، فرووه عن الثوري، عن خالد وحده، عن أبي قلابة، عن أنس، ورواه عن خالد، كذلك عبد الوهاب الثقفي، ووهيب بن خالد، وعمر بن حبيب القاضي، ورواه معلى بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن خالد، عن أبي قلابة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم في هذا القول، ولم يكن أبو قلابة يسند جميع المتن، وإنما كان يرسله عند ذكر أبي عبيدة وحده، فإنه كان يسنده عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم روى ذلك عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، إسماعيل ابن علية مبينا مفصلا وبين المسند من المرسل، بعد أن ساقه سياقة واحدة. ورواه حماد بن زيد، ومعمر بن راشد، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وأدرجا فيه ذكر أبي عبيدة. وكذلك رواه أبو قحذم النضر بن معبد، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقد أفرد شعبة بن الحجاج في روايته عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة المسند من هذا الحديث فقط في ذكر أبي عبيدة. وروى عن شعبة بن أبي عروبة، وعن معمر بن راشد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله. فأما شعبة فلا أعلم رواه إلا محمد بن حميد الرازي، عن مهران بن أبي عمر، عنه. وأما معمر فاختلف عليه فيه، فأسنده ووصله عنه داود بن عبد الرحمن العطار، وأرسله عنه عبد الرزاق بن همام، ثم إسحاق الخطيب، جميع ذلك بأسانيده، وقال بعد ذلك: فأما حديث أبي قلابة فالصحيح منه المسند المتصل ذكر أبي عبيدة حسب، وما سوى ذلك مرسلا غير متصل والله أعلم وقال أبو عمر بن عبد البر: ويروي من حديث أبي قلابة، عن أنس، ومنهم من يرويه مرسلا وهو الأكثر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ".فذكر الحديث. وقد كان شيخنا الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن تيمية، رحمه الله، يتكلم في هذا الحديث ويقول: حديث هو ضعيف، قال: ولا أعلم أن زيد بن ثابت تكلم في الفرائض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا على عهد أبي بكر، ولهذا لم يختلفوا في الجد على عهد أبي بكر، وإنما وقع النزاع بينهم فيه في خلافة عمر، رضي الله عنه، ولم يكن زيد معروفا بالفرائض في خلافة أبي بكر، فإن قيل: فقد روى هذا الحديث من غير حديث أبي قلابة، عن أنس، فرواه معمر، عن قتادة، عن أنس (9) -[104] قال الترمذي: حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".فالجواب أن مثل هذا الإسناد لا يحتج به لغرابته، وضعف راويه. قال الترمذي: هو حديث غريب، لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، والظاهر أن هذا الإسناد اشتبه على سفيان بن وكيع بحديث أبي قلابة، أو أدخله عليه وراقه، فإنه كان له وراق سوء يدخل عليه الأحاديث. قال البخاري في سفيان بن وكيع: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: لا يشتغل به، قيل له: كان يكذب، قال: كان أبوه رجلا صالحا، قيل له: أكان متهم بالكذب؟ قال: نعم، وقال عبد الرحمن أيضا: سمعت أبي يقول: جاءني جماعة من مشايخ الكوفة، فقال: أبلغنا أنك تختلف إلى مشايخ الكوفة وتركت سفيان بن وكيع، أما كنت ترعى له في أبيه؟ فقلت لهم: إني أوجب له حقه، وأحب أن تجرى أموره على الستر، وله وراق قد أفسد حديثه، قالوا: فنحن نقول له: يبعد الوراق عن نفسه، فوعدتهم أن أجيئه، فأتيته مع جماعة من أهل الحديث، فقلت له: أن حقك واجبة علينا في شيخك، وفي نفسك، ولو صنت عن نفسك، وكنت تقتصر على كتب أبيك، لكانت الرحلة إليك في ذلك، فكيف وقد سمعت؟ فقال: ما الذي ينقم علي؟ فقلت: فد أدخل وراقك بين حديثك ما ليس من حديثك، قال: فكيف السبيل في هذا، قلت: ترمي بالمخرجات، وتقتصر على الأصول، ولا تقرأ إلا من أصولك، وتنحي هذا الوراق عن نفسك، وتدعو بابن كرامة، وتوليه أصولك، فإنه يوثق به، فقال: مقبولا منك، قال: وبلغني أن وراقه كان قد أدخلوه بيننا يسمع علينا الحديث، فما فعل شيئا مما قال فبطل الشيخ، وكان يحدث بتلك الأحاديث التي قد أدخلت بين حديثه وقد سرق من حديث المحدثين، سئل عنه أبي، فقال: لين. وقال بكر بن نفيل: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ثلاثة ليست لهم محاباة عندنا، فذكر منهم سفيان بن وكيع. وقال النسائي: لا يحدث عنه ليس بشيء، وقال ابن عدي: له حديث كثير، وإنما بلاه أنه كان يتلقن ما لقن، ويقال: كان له وراق يلقنه من حديث موقوف يرفعه، وحديث مرسل فيوصله أو يبدل في الإسناد قوما بدل قوم، كما بينت طرفا منه في هذه الأخبار التي ذكرتها. وقال أبو حاتم بن حبان: كان سفيان بن وكيع شيخا فاضلا صادقا إلا أنه ابتلي بوراق سوء، كان يدخل عليه الحديث، وكان يثق به فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك. وكان ابن خزيمة يروي عنه وسمعته يقول: ثنا بعض من أمسكنا عن ذكره، وهو من الضرب الذي ذكر به مرارا: أن لو خر من السماء فتخطفه الطير أحب إليه من أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أفسدوه. وما كان ابن خزيمة يحدث عنه إلا بالحرف بعد الحرف، وما سمعت منه عن سفيان بن وكيع إلا حديث الأشعث بن عبد الملك فقط. وقال الدارقطني: سفيان بن وكيع كان بليته وراق له يقال له: قرطبة، وكان وراقه هذا غير مأمون، وذكر له أحاديث لقنه إياها، فإذا كانت هذه حال سفيان بن وكيع وقد انفرد بهذا الحديث ولم يتابعه عليه أحد، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي عنه، ولا رواه أحمد في مسنده، فكيف يجوز أن يحتج به، أو يكون شاهدا لغيره، والله أعلم، ثم رأيت عبد الرزاق قد روى هذا الحديث، عن معمر، عن قتادة مرسلا، وهو الصواب (10) -[9] قال الخطيب، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، أنا ابن محمد حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن حماد، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، قال: سمعت قتادة، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في أمر الله عمر، وأقضاهم علي، وأصدقهم حياء عثمان، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ، وأقرؤهم أبي، وأفرضهم زيد بن ثابت ".قال الخطيب: وإرسال هذا الحديث عن معمر عن قتادة، أصح من إيصاله (11) -[105] فإن قيل: فقد روي هذا الحديث من رواية محمد بن المنكدر، عن جابر، قال أبو القاسم الطبراني في معجمه الصغير: حدثنا علي بن جعفر الملحمي الأصبهاني، ثنا محمد بن الوليد العباسي، ثنا عثمان بن زفر، ثنا مندل بن علي، عن ابن جريج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ".الحديث، فالجواب أن هذا الإسناد ضعيف، غريب جدا، بل موضوع، ومندل بن علي تكلم فيه الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى، والنسائي، وابن حبان، والدارقطني، وغيرهم، والحمل في هذا الحديث على محمد بن الوليد وهو ابن أبان القلانسي البغدادي، مولى بني هاشم، وكان كذابا، قال الحافظ أبو أحمد بن عدي: يضع الحديث، ويوصله، ويسرق، ويقلب الأسانيد والمتون. سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: محمد بن وليد بن أبان كذاب. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بصدوق. وقال الدارقطني: ضعيف (12) -[106] فإن قيل: فقد روى أيضا من حديث أبي سعيد، قال قاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا سلام، عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحم أمتي بها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأبو هريرة وعاء للعلم ".أو قال: " وعاء العلم، وعند سلمان علم لا يدرك، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر "
पृष्ठ 13