Facts About the Prophet’s Birth
حقائق حول المولد النبوي
प्रकाशक
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالحمراء والكورنيش ووسط جدة قسم الدعوة والإرشاد
शैलियों
[سنة ولادته ﷺ]
حقائق حول
المولد النبوي بقلم
أحمد بن عبد العزيز الحمدان
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
متى ولد رسول الله ﷺ؟ اختلف أهل التاريخ والسير في مولد رسول الله ﷺ متى كان؟ على أقوال، فمنها:
أولًا: اختلفوا في سنة ولادته ﷺ: الأكثرون على أن ولادته ﷺ كانت في عام الفيل، وهو قول ابن عباس ﵄، قيل بعد حادثة الفيل بخمسين يومًا، وهو قول السهيلي المالكي، وقيل بخمس وخمسين يومًا، حكاه الحافظ الدمياطي الشافعي، وقيل بشهر، وقيل بأربعين يومًا، حكاهما مُغلطاي الحنفي، وابن سيد الناس الشافعي، وقال الإمام الزهري: بعد الفيل بعشر سنين، وقيل: قبل الفيل بخمس عشرة سنة، وقيل: غيره.
[الشهر الذي ولد فيه النبي ﷺ]
ثانيًا: واختلفوا في الشهر الذي ولد فيه ﷺ: فقيل: في شهر صفر، قيل: في ربيع الآخر، حكاهما مُغلطَاي الحنفي، وقيل: في رجب، وقيل: في رمضان، حكاهما اليعمري الشافعيُّ ومُغلطَاي الحنفي، وهو مروي عن ابن عمر ﵄، وهو موافق لمن قال: إنَّ أمه حملت به أيام التشريق، وأغرب من قال: إنَّه ولد في أيام التشريق.
[يوم ولادته ﷺ]
ثالثًا: واختلفوا في يوم ولادته ﷺ: فقيل: غير معين، وقيل: في ربيع الأول، من غير تعيين اليوم، نقله الحافظ القسطلاني الشافعي في (المواهب اللدنية)، وقيل: يوم الاثنين، والجمهور على هذا، وقيل: لليلتين مضتا من ربيع الأول، قاله ابن عبد البر المالكي، ورواه الواقدي، عن أبي معشر نجيح المدني. وقيل: لثماني ليال مضين منه، رُوي ذلك عن ابن عباس وجبير بن مطعم ﵃، واختاره ابن حزم ونقل ابن عبد البر تصحيح أهل التاريخ له، وقطع به الحافظ محمد الخوارزمي، ورجحه الحافظ ابن دحية الكلبي، وقال: هو الذي لا يصح غيره، وعليه أجمع أهل التاريخ، وقال القطب القسطلاني: هو اختيار أكثر أهل الحديث وهو اختيار
1 / 2
أكثر من له معرفة بهذا الشأن، وحكى القضاعي إجماع أهل الزيج (الميقات) عليه، وقيل لتسع خلون منه، وهذا ما ذهب إليه الباشا الفلكي المصري، وله رسالة علمية في هذا، درس فيها الموضوع دراسة فلكية، ورجحه الشيخ علي الطنطاوي، وأثنى على رسالته، وقيل: لعشر مضين منه، وهو قول الشعبي ومحمد الباقر وصححه الحافظ الدمياطي الشافعي، وقيل لاثنتي عشرة مضت منه، وهو قول ابن إسحاق، وقيل: لسبع عشرة مضت منه، نقله ابن دحية عن بعض الشيعة، وقيل: لثماني عشرة مضين منه، وقيل: لثمان بقين منه، رواه أبو رافع عن أبيه محمد بن حزم الظاهري.
[وقت ولادته ﷺ]
رابعًا: واختلفوا في وقت ولادته ﷺ: فقيل: ولد رسول الله ﷺ نهارًا، وقيل: عند طلوع الفجر، وقيل: عند طلوع أنجم الغِفَر وقيل: ولد ليلًا، رواه الحاكم عن أم المؤمنين عائشة ﵂. والله تعالى أعلم.
أخي الكريم، علام يدل اهتمام الصحابة ﵃ بضبط تاريخ مولد سيد المرسلين رسول الله محمد بن عبد الله ﷺ؟
الجواب: إنه يدل على أنَّ المسلم ليس مطلوبًا منه الاهتمام بتاريخ المولد، ولا العناية بضبطه، إنَّما الواجب عليه أن ينظر كيف هو في حبه لرسول الله ﷺ ومتابعته في شريعته، واقتدائه بسنته واهتدائه بهديه، وحرصه على التخلق بِخُلُقِهِ.
فأين نحن – أخي الكريم – مما فرض الله علينا تجاه نبينا محمد ﷺ؟ هذا هو الذي ينبغي على كل مسلم أن ينظر كيف هو فيه مع رسول الله ﷺ.
[حكم الاحتفال بمولده ﷺ]
هل احتفلوا؟ سؤال يطرح نفسه كلَّما أقبل على المسلمين شهر ربيع الأول، وهو: هل احتفل رسول الله ﷺ بالمولد، وهل احتفل صحابته، وهل احتفل سلف هذه الأمة الصالح رحمهم الله تعالى؟
نترك للعلماء الجواب عن ذلك: قال العلامة عمر بن علي السكندري المالكي، المشهور بالفاكهاني، رحمه الله تعالى: لا أعلم لهذا المولد أصلًا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين. . . بل هو بدعة أحدثها البطالون.
1 / 3
وأقره الشيخ العدوي المالكي في حاشيته على مختصر خليل، والشيخ محمد عليش المالكي رحمهما الله في (فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك) . وقال العلامة ابن الحاج المالكي، رحمه الله تعالى، في (المدخل) عن المولد إذا خلا من جميع المنكرات: فإن خلا من كل ما تقدم، فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين. . . ولم يُنقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم. وقال الحافظ ابن حجر الشافعي رحمه الله تعالى: أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة. وقال الحافظ السخاوي الشافعي، رحمه الله تعالى: عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد. وقال الشيخ نصير الدين المبارك، الشهير بابن الطباح، رحمه الله تعالى: ليس هذا من السنن. وقال الشيخ ظهير الدين جعفر التزمنتي، رحمه الله تعالى: هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم وحبهم له ﷺ إعظامًا ومحبةً لا يبلغ جمعنا الواحد منهم، ولا ذرة منه. وقال إمام دار الهجرة، مالك بن أنس رحمه الله تعالى: من أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله ﷺ خان الرسالة، لأن الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣] .
فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا.
عن عِرْبَاضِ بنِ سارية ﵁ قال: «صلى لنا رسول الله ﷺ الفجر، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فأوصنا! قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعيش منكم يرى بعدي اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة)» .
والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
1 / 4