د/ صلاح الصاوي مقدمة في توحيد الربوبية مقدمة في توحيد الربوبية
تمهيد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
أما بعد ...
فإن الأدلة على وجود الله بعدد مخلوقات الله، فكل ما خلق الله في السماوات والأرض يحمل بذاته أبلغ الأدلة على وجود الله عز وجل، وعلى علمه المطلق، وقدرته التامة، وحكمته البالغة، بدءا من أصغر ذرة في الأرض إلى أكبر مجرة في السماء.
ولقد ظل هذا المعنى بدهيا في فطرة الإنسان عبر التاريخ البشري مهما ارتكس في ظلمات الشرك أو هوى إلى دركات سحيقة من الضلالة، ولهذا لم يكن رسل الله بحاجة إلى أن يخوضوا معركة كبرى في هذا المجال لفرط وضوحه وبداهته، بل كانت تكفي الإشارة إليه والتنبيه عليه، ثم الانطلاق منه بعد ذلك لتقرير بقية حقائق التوحيد والإيمان.
पृष्ठ 3