190

Explanation of the Luminous Creed - Mohamed Hassan Abdel Ghaffar

شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار

शैलियों

حكم تكفير أهل المعاصي وقد نقل عن الإمام أحمد بأسانيد صحيحة أنه قال: من قال: القرآن مخلوق فقد كفر، أي: القرآن مخلوق مثل السماء والأرض، ومن المآخذ الشديدة والشنيعة على الأستاذ سيد قطب أنه كان يقول: القرآن كالسماء وكالأرض. فالأستاذ سيد قطب أديب ليس بعالم ولا فقيه، وله أخطاء قاتلة في كتابه الظلال، فلا يقال عنه أنه كافر، فلا يتجرأ على هذه المسألة بحال من الأحوال إلا جريء أو جاهل لا يستقيم إيمانه ولا يستقيم علمه، فالخطر أعظم مما يتصوره المكفر، وهو أن النبي ﷺ قال: (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) وقال في الرواية الأخرى: (فإن كانت فيه وإلا حارت عليه) أي: رجعت عليه كلمة الكفر والعياذ بالله؛ لأنه قطع على أخيه باب الخير. فهذه المسألة ليست بالهينة؛ فإن النبي ﷺ ذكر أن رجلًا في بني إسرائيل مر على أخيه وهو يعصي الله، فنصحه فلم ينتصح، ثم قال له: والله لا يغفر الله لك أبدًا، فقال الله: (من ذا الذي يتألى عليَّ فقد غفرت له وأحبطت عملك). وما من عبد إلا ويقع في كبيرة، ويتعدى حدوده، ويحوم حول الحمى فيقع فيه؛ ولذلك فإن النبي ﷺ لم يشتد نكيره على الخطائين، إنما اشتد نكيره على المصرين على الخطأ، قال الله تعالى واصفًا الذين لم يصروا على الخطأ: ﴿وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران:١٣٥] فهؤلاء الذين غفر الله لهم؛ لأنهم لم يصروا على ما فعلوا، وفي مسند أحمد أن النبي ﷺ قال: (ويل للمصرين الذين يصرون على المعاصي). والنبي ﷺ يقول: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). وفي الصحيحين أيضًا عن أبي هريرة ﵁ وأرضاه قال: قال رسول الله ﷺ: (كتب على ابن آدم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة؛ فالعين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والأذن تزني وزناها السمع، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه).

22 / 3