Explanation of the Forty Hadith by Al-Uthaymeen
شرح الأربعين النووية للعثيمين
प्रकाशक
دار الثريا للنشر
शैलियों
أشراط الساعة، والله أعلم، لكن هذه علامة واضحة.
ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَليًّا يعني بقيت مليًا أي مدة طويلة كما في قوله تعالى: (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) (مريم: الآية٤٦) أي مدة طويلة، قيل ثلاثة أيام، وقيل أكثر، وقيل: أقل ولكن المعروف أن الملي يعني الزمن الطويل.
ثُمَّ قَالَ: يَاعُمَرُ والقائل النبي ﷺ أتَدْرِيْ من السَّائِل؟ قُلتُ: اللهُ وَرَسُوْله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ ولعل النبي ﷺ وجده فيما بعد وسأله: أتدري من السائل؟ أي أتعلم من هو؟ فَقَالَ عُمَرُ: اللهُ وَرَسُوْلهُ أَعْلَمُ وهذا يدل على أن عمر ﵁ لاعلم له من هذا السائل.
فقال النبي ﷺ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ الإشارة هنا إلى شيء معلوم بالذهن، أي هذا جبريل أتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكَمُ لكنه جاء بهذه الصيغة أي صيغة السؤال والجواب لأنه أمكن في النفس وأقوى في التأثير.
من فوائد هذا الحديث:
هذا الحديث فيه فوائد كثيرة، فلو أراد الإنسان أن يستنبط مافيه من الفوائد منطوقًا ومفهومًا وإشارة لكتب مجلدًا، لكن نشير إشارة قليلة إلى ما يحضرنا إن شاء الله تعالى، فمنها:.
١بيان حسن خلق النبي ﷺ وأنه يجلس مع أصحابه ويجلسون إليه، وليس ينفرد ويرى نفسه فوقهم، بل إن الجارية تأخذ بيده حتى توصله إلى بيتها ليحلب لها الشاة من تواضعه ﷺ (١)
(١) ورد في معناه في حديث الهجرة عندما قدم النبي ﷺ خيمة أم معبد الخزاعية ولم يجد عندها طعامًا ولا شرابًا فحلب لها الشاة الضعيفة الهزيلة التي لا لبن لها بيديه الشريفتين بعد أن مسح على ضرعها، رواه الحاكم في المستدرك، كتاب: الهجرة، (٤٢٧٤)
1 / 56