Explanation of the Book of Tawheed
حاشية كتاب التوحيد
प्रकाशक
-
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٤٠٨هـ
शैलियों
عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " ١. أخرجاه (١) ولهما عنه (٢)
ــ
= فإنه لما كثر المدعون لمحبة الله طولبوا بإقامة البينة، فجاءت هذه الآية ونحوها، فمن ادعى محبة الله وهو يحب ما ذكر على الله ورسوله فهو كاذب، كمن يدعي محبة الله وهو على غير طريقة رسول الله ﷺ.
(١) أي لا يؤمن الإيمان الواجب، والمراد كماله، ونفي اسم الشيء على معنى نفي الكمال عنه مستفيض في كلام العرب، ولابن حبان: " لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان ". ومعنى الحقيقة هنا الكمال، حتى يكون الرسول ﷺ أحب إلى العبد " من ولده ووالده والناس أجمعين "٢؛ لأن بسببه ﷺ الحياة الأبدية، والإنقاذ من الضلال إلى الهدى، بل ولا يحصل هذا الكمال إلا بأن يكون الرسول ﷺ أحب إليه من نفسه، كما في قصة عمر لما قال له: " لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. قال له عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي. فقال: الآن يا عمر ". رواه البخاري. ومحبته ﷺ تقتضي طاعته واتباع ما أمر به، وتقديم قوله دون من سواه. قال شيخ الإسلام: وكل مسلم يكون محبا بقدر ما معه من الإسلام، وكل مسلم لا بد أن يكون مؤمنا، وإن لم يكن مؤمنا الإيمان المطلق؛ لأن ذلك لا يحصل إلا لخواص المؤمنين، وفي هذا الحديث أن الأعمال من الإيمان؛ لأن المحبة من عمل القلب، وفيه أن محبة الرسول ﷺ واجبة تابعة لمحبة الله لازمة لها.
(٢) أي وللبخاري ومسلم عن أنس ﵁.
١ البخاري: الإيمان (١٥)، ومسلم: الإيمان (٤٤)، والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠١٣،٥٠١٤)، وابن ماجه: المقدمة (٦٧)، وأحمد (٣/١٧٧،٣/٢٠٧،٣/٢٧٥،٣/٢٧٨)، والدارمي: الرقاق (٢٧٤١) . ٢ مسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٦٤)، وأحمد (٢/٢٧٧) .
1 / 238