212

Explanation of the Book of Tawheed

حاشية كتاب التوحيد

प्रकाशक

-

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٨هـ

शैलियों

وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " لا عدوى ولا طيرة (١) ــ = لكم إنما يعود عليكم، وقوله: ﴿أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ ١ أي من أجل أنّا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله قابلتمونا بهذا الكلام،: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ ٢. قال قتادة: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا؟ ومناسبة الآيتين للترجمة أن التطير من عمل الجاهلية المشركين، وقد ذمهم الله به ومقتهم، وقد نهى رسول الله ﷺ عن التطير، وأخبر أنه شرك كما سيأتي. (١) العدوى الفساد وما يعدي من جرب وغيره، أي يتجاوز من واحد إلى آخر من الإعداء كالدعوى، يقال أعداه الداء يعديه إعداء. إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء، وذلك بأن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل أخرى حذرا أن يتعدى ما به من الجرب إليها، فيصيبها ما أصابه فأبطله الإسلام؛ لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه وطبعه يتعدى، فأخبر ﵊ أن الله هو الذي يمرض وينزل الداء. فإن قيل: جاء عنه ﷺ " وفر من المجذوم كما تفر من الأسد "، وقال: " لا يورد ممرض على مصح "٣. وقال في الطاعون: " من سمع به في أرض فلا يقدم عليه " ٤. قيل: اختلف العلماء في ذلك، والأولى ما قاله البيهقي وابن القيم وابن رجب وغيرهم من أهل التحقيق في ذلك وهو أن قوله: "لا عدوى" على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله، وأن الأمور تتعدى بطبعها، وإلا فقد يجعل الله بمشيئته وتقديره مخالطة الصحيح من به شيء من الأمراض سببا لحدوث ذلك، أو ذريعة إلى إعدائه أو لأذيته بالتوهم والخوف، وذلك سبب لإصابة المكروه به. ولهذا قال: " فر من المجذوم "٥. ولما قال ﵊: " لا يعدي شيء. قال له أعرابي: النقبة من الجرب تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها، فقال: فمن أجرب الأول؟ لا =

١ سورة يس آية: ١٩. ٢ سورة الأعراف آية: ٨١. ٣ الترمذي: الأشربة (١٨٦٦)، وأبو داود: الأشربة (٣٦٨٧) . ٤ الترمذي: البيوع (١٢٩٥)، وابن ماجه: الأشربة (٣٣٨١) . ٥ البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٨)، ومسلم: الحج (١٣٣٧)، والنسائي: مناسك الحج (٢٦١٩)، وابن ماجه: المقدمة (١،٢)، وأحمد (٢/٢٤٧،٢/٢٥٨،٢/٣١٣،٢/٣٥٥،٢/٤٢٨،٢/٤٤٧،٢/٤٥٦،٢/٤٦٧،٢/٤٨٢،٢/٤٩٥،٢/٥٠٨) .

1 / 214