شرح حديث جابر في صفة حج النبي للخضير
شرح حديث جابر في صفة حج النبي للخضير
शैलियों
الواو هنا للتقسيم، يعني قسم منهم راكب، قسم منهم رجال وقسم منهم ركبان، وهنا "بين يديه من راكبٍ وماشٍ" فالحج ماشيًا جائز، والحج راكب جائز، والمفاضلة بينهما عند أهل العلم معروفة، منهم من يفضل الحج ماشيًا، يقول: أنه أكثر مشقة، ومنهم من يقول: الحج راكبًا أفضل لكونه ﵊ حج راكبًا، ولا شك أن المشقة الناشئة عن المشي ليست مقصودة، ليست بمقصدٍ شرعي، المشقة لذاتها، نعم إذا ثبتت تبعًا لعبادة، تبعًا لما أمر به أجر عليها الإنسان، فالأجر على قدر المشقة، على قدر النصب، هذا إذا كان مما أمر به، أو جاء تبعًا لما أمر به، أما أن يقصد، تقصد المشقة ويقصد التعب، ويقصد الإنسان بذلك الأجر؟ وعلى هذا إذا استطاع أن يركب فالأفضل في حقه أن يركب، والله ﷾ عن تعذيب هذا نفسه لغني؟
يقول: "بين يديه من راكبٍ وماشٍ، وعن يمنيه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك" من جميع الجهات إلا أنه لم يذكر أمامه، هل ذكر أمامه؟ قال: "بين يديه" وبين يديه هذا أمامه، بين يديه وين بيكون؟ أمامه، يعني من جميع الجهات مد البصر، خلق كثير، أكثر من مائة ألف جاؤوا ليحجوا معه ﵊ ويقتدوا به ويأتسوا به.
"ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله" نعم، الرسول ﵊ هو الذي يعرف تأويل القرآن، ويتأول القرآن، وعليه ينزل لا على غيره، وتأويل النبي ﵊ للقرآن يجب المصير إليه، وحينئذٍ لا يجوز الاجتهاد في التفسير مع وجود النص المرفوع عنه ﵊.
"وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيءٍ عملنا به" جابر يغري بهذا السامع أن يأخذ بما يرويه جابر ﵁ أنه لا يقول شيء عن اجتهاده، وإنما ينقل ما عمل به النبي ﵊ وعملوه معه.
"فأهلّ بالتوحيد" الإهلال رفع الصوت، والتوحيد هي التلبية المتضمنة للتوحيد ونفي الشرك، وصيغة التلبية التي أهلّ بها ﵊ ما ذكره جابر ﵁، فأهل بالتوحيد: لبيك، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
1 / 18