وكتابة شرعية دينية. والقول في الكتابة كالقول في الإرادة، ومثله يقال - أيضًا - في الإذن والقضاء والتحريم.
والمراد بالنفس في الآية ذاته المقدسة الموصوفة بالصفات.
" وقال ﷿ لموسى ﵇: ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾ " الاصطناع في الآية يتضمن معاني كثيرة، منها: الرعاية والعناية والتربية والتوفيق والاصطفاء للنبوة والرسالة، ففي الآية تشريف لنبي الله موسى ﵇ وتمييز له.
والشاهد من الآية: قوله تعالى: نفسي. والمراد: هو ﷾ بذاته الموصوفة بالصفات.
" وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ قال:"يقول الله ﷿: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن اقترب إلي شبرًا اقتربت إليه ذراعًا، وإن اقترب إلي ذراعًا اقتربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة""
" أنا عند ظن عبدي بي " هذا فيه إحسان الظن بالله ﵎، وأن يكون العبد حسن الظن بربه، وحسن الظن لا يكون إلا مع إحسان العمل وإلا كان غرورًا. يقول ابن القيم ـ"مبينًا تلازم حسن الظن مع صلاح العمل تمام الملازمة ـ:"حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإنَّ المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته. وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإنَّ وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه"١.
١ الجواب الكافي " ص١٣ - ١٤ "