145

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

प्रकाशक

غراس للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

शैलियों

[صفة المشيئة والإرادة]
" والمشيئة والإرادة " وهاتان صفتان ثابتتان لله ﷿.
فالمشيئة: صفة لله ﵎، فهو سبحانه يفعل ما يشاء، والأمور كلها بمشيئته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
ومشيئة الله جل وعلا نافذة في كل شيء، لا تتخلف ولا تُرد، ولا معقب لها، ما شاء الله لابد أن ينفذ ويقع وفقًا وطبقًا لما شاءه. لا يمكن أن يكون في الكون ذرة أو حركة أو سكون أو قيام أو قعود أو مرض أو صحة أو ضعف أو قوة أو إيمان أو كفر إلا بمشيئة الرب ﷾. كما قال ابن عباس ﵁:"كلُّ شيء بقدر، حتى وضعك يدك على خدك"١.
وقال الإمام الشافعي ﵀:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ ... وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن٢
" ما شئتَ ": أي أنت يا الله كان، لا راد له ولا معقب له. " وإن لم أشأ ": أي وإن لم أشأ ذلك الأمر أنا أيها العبد، " وما شئتُ " أي أنا العبد إن لم تشأ لم يكن.
وهذا هو معنى قوله ﵎: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ٣. فمشيئته نافذة في كلِّ شيء، وقدرته ﷾ شاملة لكلِّ شيء، فهو على كلِّ شيء قدير.

١ رواه البخاري في خلق أفعال العباد " ص٤٧ " عن ابن عباس معلقًا.
ونقله ابن القيم في شفاء العليل " ص١٨٩ " عن البخاري عن ابن عمر موصولًا والله أعلم.
٢ تقدم تخريجه.
٣ الآيتان ٢٨، ٢٩ من سورة التكوير.

1 / 151