158

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

प्रकाशक

دار ابن الجوزي،الدمام

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢١هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

وبيان ذلك أن الله "– تعالى – قال: ﴿لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] فأثبت للعبد مشيئة وفعلًا، ثم قال: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٩] فبين أن مشيئة العبد متعلقة بمشيئة الله"١.
"وهذا صريح قول أهل السنة في إثبات مشيئة العبد، وأنها لا تكون إلا بمشيئة الرب"٢، "وأن العبد له قدرة، وإرادة، وفعل، وهو فاعل حقيقة، والله خالق ذلك كله كما هو خالق كل شيء"٣.
وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي ﷺ مجوس هذه الأمة، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته، واختياره؛ ويخرجون عن أفعال الله، وأحكامه حكمها، ومصالحها.
وبيان هذا أن "مسألة القدر مسألة عظيمة ضل فيها طائفتان من الناس"٤.
الطائفة الأولى: "قدرية مجوسية تثبت الأمر، والنهي، وتنفي القضاء، والقدر"٥، فزعم هؤلاء "أن في المخلوقات ما لا تتعلق به قدرة الله، ومشيئته، وخلقه كأفعال العباد، وغلاتهم أنكروا علمه القديم، وكتابه السابق، وهؤلاء هم أول من حدث من القدرية في هذه الأمة، فرد عليهم الصحابة، وسلف الأمة، وتبروا منهم"٦، "وهم ضلال مبتدعة

١ مجموع الفتاوى (٨/٤٨٨) .
٢ منهاج السنة النبوية (٣/١١١) .
٣ المصدر السابق (٣/١١٠) .
٤ مجموع الفتاوى (٨/٥٢١) .
٥ الاستقامة (١/٤٣٣) .
٦ المصدر السابق (٢/٥٩) .

1 / 163