132

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

प्रकाशक

دار ابن الجوزي،الدمام

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢١هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

هذه الرائحة، فيقال: دعوه يستريح، فإنه كان في غم الدنيا. فيقال: ما فعل فلان، ما فعلت فلانة؟ وأما الكافر إذا قبضت روحه ذهب بها إلى الأرض، تقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحًا أنتن من هذه، فيبلغ بها في الأرض السفلى" ١ ففي هذه الأحاديث، ونحوها اجتماع الروح، والبدن في نعيم القبر، وعذابه. وأما انفراد الروح وحدها فقد تقدم بعض ذلك.
وعن كعب بن مالك ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه إلى جسده يوم يبعثه" رواه النسائي ورواه مالك والشافعي كلاهما٢. وقوله: "يعلق" بالضم أي يأكل، وقد نقل هذا في غير هذا الحديث.
فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر – إذا شاء الله-، وإنما تنعم في الجنة وحدها، وكلاهما حق.
وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت عن مالك بن أنس قال: "بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت"، وهذا يوافق ما روي: "أن الروح قد تكون على أفنية القبور" كما قال مجاهد: إن الأرواح تدوم على القبور سبعة أيام يوم يدفن الميت لا تفارق ذلك، وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة، كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البر عن النبي ﷺ أنه قال: " ما من رجل يمر بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد ﵇ "٣.
وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أوس الثقفي عن النبي ﷺ أنه قال: " إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، وليلة الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة علي ". قالوا: يا رسول الله

١ الإحسان (٣٠١٣)، (٧/٢٨٣) .
٢ رواه النسائي (٢٠٧٥)، ومالك في الموطأ، كتاب الجنائز (٤٩)، (١/٢٤٠) .
٣ ذكره ابن كثير في تفسيره (٦/٣٣٠) .

1 / 137