شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
प्रकाशक
دار ابن الجوزي،الدمام
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢١هـ
प्रकाशक स्थान
المملكة العربية السعودية
शैलियों
قال: فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه وذكر المسألة كما تقدم، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، طيب الريح، فيقول له: أبشر بالذي يسرك فهذا يومك الذي قد كنت توعد، فيقول له: من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح. فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي، ومالي. قال: وإن العبد الكافر إذا كان في إقبال من الآخرة، وانقطاع من الدنيا، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط الله، وغضبه، فتفرق في أعضائه كلها، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول؛ فتقطع معها العروق والعصب. قال: فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذونها، فيجعلونها في تلك المسوح قال: فيخرج منها كأنتن ما يكون من جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان؛ بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا؛ حتى ينتهوا إلى السماء الدنيا، فيستفتحون لها فلا يفتح لها، ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٠]، ثم يقول الله – تعالى –: اكتبوا كتابه في سجين – في الأرض السفلى – قال: فتطرح روحه طرحًا، ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ [الحج: ٣١]، قال: فتعاد روحه في جسده؛ فيأتيه ملكان فيجلسانه؛ فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه؛ هاه؛ لا أدري"، وساق الحديث كما تقدم إلى أن قال: "ويأتيه رجل قبيح الوجه منتن الريح؛ فيقول: أبشر بالذي يسوؤك؛ هذا عملك الذي قد كنت توعد؛ فيقول: من أنت فوجهك الوجه الذي لا يأتي بالخير؟ قال: أنا عملك السوء. فيقول: رب لا تقم الساعة ثلاث مرات" ١.
١ تقدم تخريجه (ص: ١٣٢) .
1 / 134