Explanation of Al-‘Aqidah Al-Tahawiyyah - Khalid Al-Muslih
شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح
शैलियों
الفرق بين الخلة والمحبة وبأيهما يوصف النبي ﷺ
ثم قال: [وحبيب رب العالمين] هذا فيه وصف النبي ﷺ بالمحبة، وأنه حبيب رب العالمين، أي: محبوب رب العالمين فحبيب فعيل بمعنى: مفعول، فهو محبوب رب العالمين جل وعلا، ولا شك في إثبات محبة الله لرسوله ﷺ، إلا أن في هذا التعبير قصور عما ينبغي أن يكون للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن النبي ﷺ خليل رب العالمين، والخلة مرتبة أعلى من المحبة، فالخلة هي الغاية والمنتهى في مراتب المحبة، والخلة أخص من مطلق المحبة وتخصيصها -أي: الخلة- من وجهين: الوجه الأول: أن الخلة تكون محبة لذات الشيء، أي: محبة ليست لغرض وإنما لكون المحبوب مستحقًا للمحبة.
الوجه الثاني: أن الخلة تمنع الشركة، فلا شركة في الخلة، بخلاف المحبة فإنها تقبل الشركة.
وهذان الوجهان واضحان في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل؛ فإن الله قد اتخذني خليلًا) أي: صيرني خليلًا له جل وعلا، فهو خليل الرحمان، فتبرأ النبي صلى الله عليه سلم من كل خلة؛ لأن الخلة لا تقبل الشريك، ولأن المحبوب ﷾ محبوب لذاته، فهذا ما اختصت به الخلة.
وذكر شيخ الإسلام ﵀ أن الخلة تستلزم كمال العبودية، وهذا في الحقيقة ليس من لوازم الخلة في كل مكان؛ لأن الخلة تكون بين الناس ولا تستلزم أن يعبد الخليل خليله، لكن ما تختص به الخلة عن المحبة هما الوجهان السابقان.
وبعض العلماء يرى أن المحبة أعلى من الخلة، ويستدلون بحديث ضعيف: (إبراهيم خليل الله، وأنا حبيب الله ولا فخر) لكن الحديث لا يصح، وكل حديث في هذا المعنى لا يصح، بل الخلة أعلى درجة من المحبة، ولذلك قال النبي ﷺ: (إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا) .
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
5 / 11