Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
शैलियों
وقولُه: (من النعيمِ): بيانٌ لما كان فيه من الحال الحسنة في الجنة، وقد بيَّن - سبحانه - ذلك في قوله: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى *﴾ [طه: ١١٨ - ١١٩]، وقوله: ﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾ [البقرة: ٣٥].
وقولُه: (إلى الأرضِ …) إلى آخره: الهبوطُ ضدُّ الصعود، وكلاهما يتعدَّى بـ «إلى»، وكان هبوطُ آدم وزوجِه من الجنة إلى الأرض، وجاء في هذه الآية أمرُهما بالهبوط بصيغة الجمع، وتأوَّلَه المؤلِّف: بأنه خطابٌ لآدم وزوجِه بلفظ الجمع؛ لاشتمالِهما على الذرية التي ستكون منهما، وهذا مِنْ أحسن التوجيه (^١)، وقد قيل: بأنه خطابٌ لآدمَ وزوجِه وإبليس، وهذا أجود؛ لقوله: ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾، وإبليس: عدوٌّ لآدم وزوجه وذريتهما، وعليه فلا إشكالَ في جمع الضمير (^٢).
وقولُه: (بعضُ الذرية): هذا التفسير يتضمَّن أنَّ العداوةَ المذكورة هي التي تكون بين بني آدم، وأظهرُها وأكثرُها العداوة بين المؤمنين والكفار، ومن أسباب العداوة ما سببُهُ الظلم بين الناس. وقولُه: (موضعُ قرار): يريد أنَّ ﴿مُسْتَقَرٌّ﴾ اسمُ مكانٍ من استقرَّ، والاستقرارُ في المكان هو: الثباتُ فيه (^٣).
وقولُه: (ما تتمتعونَ به من نباتها): أصل المتاع اسمُ مصدر بمعنى التمتُّع، وهو الانتفاع بالشيء (^٤)، وقد يُعبَّر به عن المتمتَّعِ به، وقد مشى المؤلِّف على هذا فقال: المتاع: ما يُتَمتَّعُ به من نبات الأرض، والصحيح: أنه عامٌّ لكلِّ ما
(^١) واختاره الفراء في «معاني القرآن» (١/ ٣١)، والزمخشري في «الكشاف» (١/ ٢٥٥). (^٢) قاله مقاتل، واختاره الأخفش في «معاني القرآن» (١/ ٨٤)، والطبري في تفسيره (١/ ٥٧١). (^٣) ينظر: «المفردات» للراغب (٦٦٢)، و«لسان العرب» (٥/ ٨٤). (^٤) ينظر: «لسان العرب» (٨/ ٣٢٩).
1 / 102