133

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

शैलियों

قوله تعالى: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩)﴾ [البقرة: ٥٩]:
يخبر تعالى في هذه الآية عن بني إسرائيل الذين قيل لهم: ﴿ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ﴾، وقيل لهم: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾، وقيل لهم: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، وقد ظلموا أنفسَهم بمعصية الله؛ بدّل هؤلاء الظالمون من بني إسرائيل القولَ الذي قيل لهم قولًا غيره؛ كما جاء في الحديث المتفق عليه قال رسول الله ﷺ: «قيل لبني إسرائيل: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: ٥٨]، فبدَّلوا، فدخلوا يزحفون على أَسْتاهِهم (^١)، وقالوا: حبةٌ في شعرةٍ» (^٢).
ثم أخبر تعالى أنَّه عاقبهم فأنزلَ عليهم رجزًا من السماء؛ أي عذابًا، قيل: إنه الطاعون (^٣).
وقوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩)﴾: أي بسبب فِسقهم؛ أي: خروجهم عن طاعة الله بما ارتكبوه من التبديل، وفي الآية الأخرى: ﴿بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (١٦٢)﴾ [الأعراف: ١٦٢].
﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ منهم ﴿قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ فقالوا: حبةٌ في شعرةٍ، ودخلوا يزحفون على أستاههم ﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ فيه وضع الظاهر موضع المضمر مُبالغةٌ فِي تقبيح شأنهم ﴿رِجْزًا﴾ عذابًا

(^١) أَسْتاهِهم: جمع است؛ وهي الدُّبر. ينظر: «النهاية» (٢/ ٤٢٩)، «لسان العرب» (١٣/ ٤٩٥).
(^٢) رواه البخاري (٣٤٠٣)، ومسلم (٣٠١٥)، من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٣) وهو قول ابن زيد وابن جبير، وجاء عن النبي ﷺ أن الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل كما في «صحيح مسلم» (٢٢١٨). قال الطبري في تفسير الآية: «وجائز أن يكون ذلك طاعونًا، وجائز أن يكون غيره». ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٧٣٠)، و(١/ ٧٣١).

1 / 137