125

Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

शैलियों

وهذا فيه جمع التقديم والتأخير فكله جائز، وفيه أحاديث أخر. قال المؤلف ﵀: (باب صلاة الكسوفين) يعني بصلاة الكسوفين، صلاة الخسوف والكسوف، خسوف القمر وكسوف الشمس، ويقال أيضًا خسوف الشمس وكسوف القمر، فلا فرق بينهما. والكسوف هو انحجاب الشمس أو القمر بسبب غير معتاد. وكما ذكرنا فالكسوف والخسوف بمعنى واحد. وهما تخويف من الله لعباده كما جاء في الحديث وسيأتي. وأما دليل مشروعية صلاة الكسوف، فحديث «الصحيحين» أن النبي ﷺ قال: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا، وادعوا حتى يكشف ما بكم» (١). وثبت عنه ﷺ أنه صلى عندما خسفت الشمس في عهده ﷺ (٢). وقال ابن قدامة: «صلاة الكسوف ثابتة بسنة رسول الله ﷺ على ما سنذكره ولا نعلم بين أهل العلم في مشروعيتها لكسوف الشمس خلافًا، وأكثر أهل العلم على أنها مشروعة لخسوف القمر. انتهى (٣). قلت: والسنة ثبتت بكسوف الشمس والقمر، فلا عبرة بمخالفة من خالف بعد ذلك. قال المؤلف: (هي سُنَّةٌ) قال النووي ﵀: صلاة كسوف الشمس والقمر سنة مؤكدة بالإجماع (٤). قلت: والأمر الوارد في الحديث بالصلاة، مصروف عن الوجوب بحديث الأعرابي وبالإجماع.

(١) أخرجه البخاري (١٠٤١)، ومسلم (٩١١) من حديث أبي مسعود الأنصاري ﵁. (٢) أخرجه البخاري (٧٤٨)، ومسلم (٩٠٧) من حديث ابن عباس ﵁. (٣) «المغني» (٢/ ٣١٢). (٤) «المجموع شرح المهذب» (٥/ ٤٤).

1 / 125