صورة أخرى:
١٧٤- خطبة أبي موسى الأشعري:
وكاتب الإمام علي من الربذة أبا موسى الأشعري –وكان عامله على الكوفه- ليستنفر الناس لقتال عائشة ومن معها، فثبطهم وخطبهم، فقال:
"أيها الناس: إن أصحاب النبي ﷺ الذين صحبوه في المواطن، أعلم بالله جل وعز وبرسوله ﷺ ممن لم يصحبه، وإن لكم علينا حقًّا، فأنا مؤديه إليكم، كان الرأى ألا تستخفوا بسلطان الله ﷿، ولا تجترئوا على الله ﷿، وكان الرأي الثاني أن تأخذوا من قدم عليكم من المدينة، فتردوهم إليها، حتى يجتمعوا، وهم أعلم بمن تصلح له الإمامة منكم، ولا تكلفوا الدخول في هذا، فأما إذ كان ما كان، فإنها فتنة صماء، النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القاعد، والقاعد خير من القائم، والقائم خير من الراكب، فكونوا جرثومة١ من جراثيم العرب، فأغمدوا١ السيوف، وأنصلوا الأسنة، واقطعوا الأوتار، وآووا المظلوم والمضطهد، حتى يلتئم هذا الأمر، وتنجلي هذه الفتنة".
"تاريخ الطبري ٥: ١٨٧، والكامل لابن الأثير ٣: ١١٣".
١ غمد السيف يغمده كنصر وضرب وأغمده: جعله في الغمد.