23

Em‘ān al-Naẓar fī Mashrū‘iyyat al-Bughd wa al-Hajr

إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر

प्रकाशक

دار التوحيد

शैलियों

وقد روى أبو نعيم بإسنادٍ جيدٍ عن زياد بن حدير قال: قَدِمْتُ على عُمَرَ بنِ الخطاب ﵁ وعَليَّ طَيْلَسَان وشاربي عافٍ فسَلَّمتُ عليه فرفع رأسه فنظر إلَيَّ ولَم يرد عليَّ السلام، فانصرفت عنه فأتيتُ ابنه «عَاصِمًا» فقلت له: لقد رُميت من أمير المؤمنين في الرأس، فقال: سأكفيك ذلك، فلَقِي أباه فقال: يا أمير المؤمنين أخوك «زياد بن حدير» يُسلِّم عليك فلم ترد ﵇، فقال: إني رأيت عليه طليسانًا ورأيت شاربه عافيًا. قال: فرجع إلَيَّ فأخبرني فانطلقتُ فقصصتُ شارِبِي وكان معي بُرْد شققته فجعلته إزارًا ورِدَاءً، ثُمَّ أقبلتُ على عُمَرَ ﵁ فسَلَّمْتُ عليه فقال: " وَعَلَيْكَ السَّلاَم، هَذَا أحسَن مِمَّا كُنْتَ يَا زِيَاد " (١). ثم قال الشيخ حمود بعد ذلك مبينًا هَجْر حالق لحيته: وإذا كان عُمَر ﵁ قد هجر زياد بن حُدَير على إعفائه لِشاربه فكذلك ينبغي هجر من حلق لحيته لأنَّ كُلًاّ من الأمرين معصية ظاهرة لِما فيهما من مخالفة أمر رسول الله ﷺ بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى، وَلِمَا فيهما أيضًا من التشبه بالمجوس ومن يحذو حذوهم من أصناف المشركين، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (٢).

(١) «حلية الأولياء» لأبي نعيم، (٤/ ١٩٧ - ١٩٨). (٢) أخرجه أبو داود برقم (٤٠٣١)، وأحمد في «مسنده» برقم (٥١١٥)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» برقم (٣٣٠١٦)، وغيرهم؛ وكلهم من حديث عبد الله بن عمر ﵄، وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (١٠/ ٢٧١).

1 / 26