इराक में फारसी राज्यों का इतिहास
تاريخ الدول الفارسية في العراق
शैलियों
وفي أيام معز الدولة جرى في «بغداد» مأتم رسمي في يوم عاشورا على الحسين ابن الإمام علي، بأمر أصدره في سنة 352ه، قضى بإغلاق جميع الأسواق، وبمنع الطباخين من الطبخ، وبإخراج نساء يلطمن في الشوارع ويقمن العزاء للحسين، وهذا أول يوم جرى فيه مأتم رسمي على الإمام ابن الإمام، ومعز الدولة هذا أول من فعل ذلك؛ إرضاء لأبناء مذهبه الشيعة.
ومات معز الدولة ب «بغداد» في 13 ربيع الآخر سنة 356ه، وكان ولي عهده ابنه «بختيار» الملقب ب «عز الدولة»، ووزيره الحسن المهلبي، وحاجبه سبكتكين، وكاتباه أبا الفضل العباس بن الحسين وأبا الفرج محمد بن العباس. (3) عز الدولة بختيار 356-367ه
لما مات معز الدولة ب «بغداد» في 13 ربيع الآخر سنة 356ه، وكان ابنه بختيار الملقب ب «عز الدولة» ولي عهده تولى الأمر بعده، فأصدر الخليفة المطيع لله منشوره في ذلك وخلع عليه ولقبه «عز الدولة»، وأول شيء فعله عقد الصلح مع عمران بن شاهين أمير البطائح.
ولم يكن عز الدولة كأبيه في السياسة والتدبير، بل كان ضعيف الرأي، سيئ التدبير، مشغولا بالملاهي، مسيئا إلى رجال حكومته، حتى إنه طرد كبار الديلم طمعا في إقطاعاتهم، وسبب ذلك شغب الجند عليه ب «بغداد» وكانوا يومئذ طائفتين؛ الديلم والأتراك، فتوالت الفتن بسبب سوء تدبيره وقلت الأموال وكثرت حروبه مع أمراء البلاد المجاورة له ك «الموصل» و«البصرة» وغيرها، حتى زالت هيبته وطمع به أعداؤه، وانقطع عنه سبكتكين التركي لسوء سيرته، وعصى ب «البصرة» أميرها أخوه حبشي بن معز الدولة، وثار عليه في سنة 357ه، فأرسل عز الدولة وزيره أبا الفضل العباس بن الحسين فانتصر الوزير على حبشي وقبض عليه وصادر أمواله التي ب «البصرة»، وأرسله مخفورا إلى أخيه عز الدولة ب «بغداد» فحبسه.
ثم ثار في سنة 359ه أمير البطيحة عمران بن شاهين، فسار لقتاله عز الدولة حتى نزل ب «واسط»، ثم أمر وزيره أبا الفضل أن ينحدر إلى «الجامدة»، فانحدر إليها بالجيش وحاصر «البطيحة»، فطال أمد الحصار - وعز الدولة ب «واسط» ينتظر الظفر - فضجر الجيش وثار على أبي الفضل، فاضطر إلى عقد الصلح مع عمران وصالحه على مال يرسله في كل سنة إلى عز الدولة، فعاد الجميع إلى «بغداد» وذلك في سنة 361ه.
وفي هذه السنة (361ه) جاء إلى «بغداد» فريق كبير من المسلمين مستصرخين بما فعل الروم في «الجزيرة» و«نصيبين»، فثارت عامة «بغداد» تريد حرب الروم، فطلب عز الدولة من الخليفة مالا لتجهيز الجنود، فقال له الخليفة: «تلزمني النفقة على الحرب إذا كانت البلاد في يدي وتجبى إلي الأموال، أما إذا كانت حالي هذه فلا يلزمني شيء، وإنما يلزم من في يده البلاد، وليس لي إلا الخطبة، فإذا شئتم أن أعتزل فعلت.» فلم ينفع الخليفة احتجاجه، وهدده عز الدولة فخاف على نفسه من القتل ولم يكن عنده مال، فاضطر إلى بيع أنقاض داره وأثاثها وثيابه، فجمعت أربعمائة ألف درهم، فسلمها إلى عز الدولة، فشاع أن الأمير صادر الخليفة، ولما قبض عز الدولة المال صرفه على مصالحه وتقاعد عن الحرب، فانقطع حديث الناس عن الحرب.
الفتنة بين الديلم والأتراك
دخلت سنة 363ه، فسار عز الدولة إلى «الأهواز»، فحدثت هناك فتنة بين الديلم والأتراك أدت إلى حرب دموية بين الطرفين، فانتصر عز الدولة للديلم واعتقل رؤساء الأتراك، ففتك الديلم بالأتراك، وبلغ ذلك من في «البصرة» من الديلم، فنودي بالبصرة بإباحة دماء الأتراك، فقتل منهم عدد كبير، واستولى عز الدولة على إقطاع سبكتكين التركي - حاجب أبيه معز الدولة.
وبلغ ذلك سبكتكين - وهو يومئذ ببغداد - فثار بمن معه من الأتراك، ونهب دار عز الدولة، واستولى على حكومة «بغداد»، وطلب من الخليفة المطيع لله أن يخلع نفسه ويسلم الخلافة إلى ابنه عبد الكريم، وكان المطيع قد أصيب في هذه السنة (363) بالفالج، وثقل لسانه وتعذرت الحركة عليه، فخلع نفسه وبايع لابنه عبد الكريم ولقبه «الطايع لله»، فتمت له البيعة (363-381ه).
أما عز الدولة فإنه كان قد سار من «الأهواز» إلى «البصرة»، ثم سار إلى «واسط»، فبلغه ما حدث ببغداد فتوجه إليها، فلما وصلها ورأى الأتراك قد استولوا على الدولة، أخذ يدبر المكيدة على سبكتكين، فأغرى رجاله الديلم بإذاعة خبر موته ليأتي سبكتكين إلى داره للعزاء فيقبض عليه، ففعلوا ذلك، غير أن سبكتكين لم تفته هذه الحيلة، فحاصر دار عز الدولة ثم وضع النار فيها، فخرج أهلها وطلب عز الدولة الذهاب إلى «واسط» بمن معه، فأذن لهم سبكتكين، فانحدروا في «دجلة» ومعهم الخليفة الطائع - وفي الحقيقة أنه طائع - فبلغ سبكتكين خروج الخليفة معهم، فأرسل جماعة من رجال لإرجاعه فردوه إلى «بغداد»، وقوي أمر الأتراك ببغداد، وعلى أثر ذلك استولى سبكتكين على جميع ما كان لعز الدولة من الأموال المنقولة والثابتة، فتحمس الديلم الذين في «بغداد» وثاروا، فنهبوا أموال الأتراك، فحدثت من جراء ذلك فتنة عظيمة وانقسم البغداديون إلى حزبين: السنة وهم أنصار الأتراك، والشيعة وهم أنصار الديلم. وبعد قتال دام بضعة أيام في شوارع المدينة وأسواقها، انتصر السنة وأحرقوا دور الشيعة، ثم هدأت الأحوال من نفسها.
अज्ञात पृष्ठ