इराक में फारसी राज्यों का इतिहास
تاريخ الدول الفارسية في العراق
शैलियों
أما معز الدولة فإنه لما ساق أصحابه الخليفة، نهض من دار الخلافة وسار إلى داره، فضربت البوقات والطبول، ونهب الديلم ما في قصر الخلافة من الأموال الثمينة، فاستاء الأهلون ونقموا على معز الدولة فاضطربت بغداد، فلم يبال معز الدولة بشيء، بل إنه جمع رجاله وأحضر أبا القاسم الفضل بن المقتدر فبايعه بالخلافة، وأخذ له البيعة العامة فلقبوه «المطيع لله» (334-363ه/945-973م)، ومنذ ذاك اغتصب معز الدولة ما بقي من حقوق الخلافة، ولم يبق للخليفة غير كاتب يدبر أملاكه وإقطاعه التي تركها له ليسد بها حاجاته، وأصبحت سلطة الخلافة مسلوبة تماما، ولم يبق للخليفة غير الاسم والتوقيع على المناشير، وصارت الوزارة من جهة البويهيين بعدما كانت من جهة الخلفاء.
وظل السعد يخدم معز الدولة حتى بلغ ما لم يبلغه أحد قبله في الإسلام إلا الخلفاء.
الحرب في بغداد
على أثر خلع الخليفة المستكفي ومبايعة المطيع، جهز ناصر الدولة بن حمدان - صاحب الموصل - جيشا كبيرا لقتال معز الدولة وطرده من «بغداد»؛ لأنه ساءه استيلاء معز الدولة على «بغداد» وخلعه المستكفي وسلبه حقوق الخلافة، فبلغ ذلك معز الدولة فجهز جيشا وأرسله لملاقاته بقيادة موسى بن فيادة وينال كوشه التركي، فالتقى الجيشان في «عكبرا»، فانتصر ناصر الدولة وتقدم قليلا، فاضطر معز الدولة إلى تجهيز جيش جديد قاده بنفسه وأخذ معه الخليفة، فحدثت بين الفريقين حروب شديدة، فأرسل معز الدولة في أثناء ذلك القائد زيرك بن شيرزاد التركي - الذي التحق به - بفرقة من عساكره إلى «بغداد» لخلوها من الجيوش، فاستولى عليها زيرك بغتة باسم «ناصر الدولة»، وعلى أثر ذلك توجه ناصر الدولة من «سامر» إلى «بغداد»، فانحاز إليه ينال كوشه ومن معه.
فبلغ ذلك معز الدولة، فسار ومعه الخليفة والجيوش إلى «بغداد»، فوجدوا ناصر الدولة قد دخلها، فافتتحوها فدخلوا الجانب الغربي منها، وانقسمت المدينة إلى شطرين؛ الجانب الشرقي في قبضة ناصر الدولة بن حمدان، والجانب الغربي بيد معز الدولة البويهي، فحدثت بين الفريقين عدة معارك هائلة داخل المدينة دامت أياما، نهب في أثنائها الديلم كثيرا من أموال الناس حتى قال بعضهم إنهم نهبوا ما يقدر بعشرة ملايين من الدنانير، وضاق الحال بمعز الدولة حتى إنه عزم على الانسحاب إلى «الأهواز»، فحملت جنوده حملة عنيفة نهائية فانتصرت، واضطر ناصر الدولة إلى الانسحاب، فخرج من «بغداد» وعاد إلى مقره، وذلك في محرم سنة 335ه الموافقة لسنة 946م،
3
ثم جرت بينهما مراسلات، فتم الصلح بينهما على أن يحمل ناصر الدولة إلى معز الدولة مبلغا من المال في كل سنة عن «الموصل» و«ديار بكر» و«ديار مضر» و«الجزيرة».
الاضطرابات في العراق
وفي السنة نفسها (335ه) انتفض أبو القاسم بن البريدي ب «البصرة»، فأرسل معز الدولة جيشا لقتاله، فبلغ ذلك ابن البريدي فسير جيوشه للقتال، فالتقى الجمعان في «واسط»، فدارت الدائرة على جيش ابن البريدي وبلغه خبر الهزيمة، فجهز جيشا ثانيا، فخرج معز الدولة من «بغداد» بجيش كبير ومعه الخليفة المطيع لله قاصدا طرد ابن البريدي من «البصرة»، فلما وصل إلى «الدرهمية» استأمن إليه جيش «البصرة»، فاضطر ابن البريدي إلى الهرب وفر إلى القرامطة، فدخل معز الدولة ومن معه «البصرة»، وذلك في 336ه، وبعد أن نظم شئونها ولى عليها وزيره حسن المهلبي ورجع إلى «بغداد».
ولما كانت سنة 337ه امتنع ناصر الدولة بن حمدان عن إرسال المال المقرر إرساله إلى «بغداد»، فحمل عليه معز الدولة بجيوشه الديلم، فلما اقترب من «الموصل» فر ناصر الدولة إلى «نصيبين»، فدخل معز الدولة «الموصل» بدون قتال، وبينما هو عازم على مطاردة ناصر الدولة بلغه قدوم الجيوش الخراسانية على «جرجان» و«الري» لقتال أخيه، فاضطر إلى مصالحة ناصر الدولة، فتم الصلح بينهما على أن يؤدي ابن حمدان عن بلاده مليونا من الدراهم في كل سنة، وأن يخطب لبني بويه في جميع بلاده: «الموصل» و«الجزيرة» و«سنجار» و«نصيبين» و«الرحبة» و«رأس العين» و«الخابور».
अज्ञात पृष्ठ