من غير طلب ولا تعب ولا مؤنة ولا نصب ولا ظعن ولا دأب غير أن ما أخذ منها من شئ لزمه حق الله فيه. والشكر عليه
وكان مسؤولا عنه محاسبا عليه لكان يحق على العاقل ان
لا يتناول منها إلا قوته وبلغة يومه. حذر السؤال وخوفا
من الحساب وإشفاقا من العجز عن الشكر فكيف بمن تجشم
في طلبها من خضوع رقبته. ووضع خده. وفرط عنائه.
والاغتراب عن أحبائه. وعظيم خطاره. ثم لا يدري ما أخر
ذلك الظفر أم الخيبة وإنما الدنيا ثلاثة أيام. يوم مضى بما
فيه فليس بعائد. ويوم أنت فيه فحق عليك اغتنامه. ويوم
لا تدري أمن أهله ولعلك راحل فيه فأما غد فإنما في يديك منه الامل
فإن يكن أمس سبقك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته وإن
पृष्ठ 45