213

दुस्तूर उलमा

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

प्रकाशक

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

संस्करण संख्या

الأولى، 1421هـ - 2000م

शैलियों

शब्दकोश

لجعل الفعل اللازم متعديا بتضمينه معنى التصيير بإدخال الباء على فاعله فإن معنى ذهب زيد صدر الذهاب عنه ومعنى ذهبت بزيد صيرته ذاهبا والتعدية بهذا المعنى مختصة بالباء. وأما التعدية بمعنى إيصال معنى الفعل إلى معموله بواسطة حرف الجر فالحروف الجارة كلها فيه سواء لا اختصاص لها بحرف دون حرف كذا في الفوائد الضيائية.

التعريض: عند علماء الصرف أن تجعل المفعول معرضا لأصل الفعل كقولك ابعته أي عرضته للبيع وجعلته منتسبا إليه. والتعريض عند علماء البيان الإمالة من معنى الكلام إلى جانب بأن يكون المراد من الكلام أمرا ويكون ذلك وسيلة إلى إرادة أمر آخر كما يفهم من قولك لست أنا بزان بطريق التعريض كون المخاطب زانيا. ووجه المناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للتعريض أنه في اللغة الإمالة إلى عرض أي جانب وها هنا أيضا إمالة الكلام من المعنى المستعمل فيه إلى المعنى الغير المستعمل فيه الواقع في جانب ذلك المعنى. فالكلام متوجه إلى المعنى المستعمل فيه على الاستقامة فإن هذا المعنى واقع في مقابل ذلك الكلام ومتوجه إلى المعنى التعريضي لا على سبيل الاستقامة لأن ذلك المعنى واقع في جانب منه لا في مقابله. وفي الجلبي على المطول التعريض أن يذكر شيء يدل به على شيء لم يذكره كما يقول المحتاج للمحتاج إليه جئتك لأسلم عليك فكأنه أمال الكلام إلى عرض يدل إلى المقصود انتهى.

وإن أردت حقيقة التعريض والفرق بينه وبين الكناية والمجاز فاستمع لما أذكره من شرح المفتاح قال صاحب الكشاف فإن قلت أي فرق بين الكناية والتعريض قلت الكناية أن تذكر شيئا بغير لفظه الموضوع له والتعريض أن تذكر شيئا تدل به على شيء لم تذكره كما يقول المحتاج للمحتاج إليه جئتك لأسلم عليك وكأنه أمال الكلام إلى عرض يدل على الغرض ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده. وقال ابن الأثير في المثل السائر الكناية ما دل على معنى يجوز حمله على جانبي الحقيقة والمجاز بوصف جامع بينهما وتكون في المفرد والمركب. والتعريض هو اللفظ الدال على معنى لا من جهة الوضع الحقيقي أو المجازي بل من جهة التلويح والإشارة ويختص باللفظ المركب كقول من يتوقع صلة والله إني محتاج فإنه تعريض بالطلب مع أنه لم يوضع حقيقة ولا مجازا وإنما فهم المعنى من غرض اللفظ أي جانبه هذه عبارتهما أي صاحب الكشاف وابن الأثير. فنقول المقصود مما ذكر في الكشاف هو الفرق بين الكناية والتعريض كما صرح في السؤال فلا ينتقض ما ذكره في حد الكناية بالمجاز وقد علم من كلامه في الفرق أن الكناية مستعملة في غير ما وضعت له وأن اللفظ في التعريض مستعمل في معنى دل بذلك المعنى على معنى آخر لم يذكر فلم يكن اللفظ ها هنا مستعملا في المعنى الآخر الذي هو المعرض به وإلا لكان المعنى الآخر مذكورا بذلك اللفظ المستعمل فيه بل دل على المعنى الآخر بذلك المعنى المذكور بمعونة السياق ولذلك قال وكأنه إمالة الكلام

पृष्ठ 219