पोस्टमॉडर्निटी के रास्ते
دروب ما بعد الحداثة
शैलियों
structural
بشخصي. وقد عجزت عن أن أدخل إلى عقولهم الضيقة حقيقة أنني لا أستخدم المناهج والمفاهيم أو المصطلحات الأساسية التي يتميز بها التحليل البنيوي، ولا أي منهج آخر.»
15
والحق أنه لا دولوز، ولا فوكو، ولا فلاسفة ما بعد البنيوية يستخدمون أيا من المناهج المتعارف عليها في تاريخ الفلسفة بصورة أساسية؛ بمعنى أنه إذا كان شائعا في تاريخ الفلسفة انتماء الفيلسوف لمذهب ما، أو إخلاصه لمنهج ما، فإن هذه القاعدة لم تعد سارية في فلسفة ما بعد الحداثة. فهناك مستويات منهجية متباينة داخل النص الواحد دون التلميح أو الإشارة إلى استخدام منهج بعينه، حتى تفكيكية دريدا ليست منهجا إنما هي ممارسة على النصوص والظواهر، أو استراتيجية
stratégie
كما يفضل هو نفسه وصفها. يقول دريدا: «إن تفكيك الفلسفة يعني الاشتغال عبر الجينولوجيا، التي قد شيدت مفاهيم الفلسفة، اشتغالا يقيم عند هذه المفاهيم إقامة يداخلها الشك، ويعين في الوقت نفسه - من منظور خارجي ليس بالإمكان منحه اسما أو وصفا بعد - بقدر ما قد حجبه هذا التاريخ أو أبعده، ذلك التاريخ الذي قد أنشأ نفسه من أوله إلى آخره، تاريخا لهذا الكبت. وها هنا يكمن الرهان.»
16
سيحتل مفهوم السلطة مكانة بارزة في أعمال دولوز وفوكو - على وجه التحديد، وسيكون حاضرا - بل مستهدفا - في كل تحليلاتهم الخطابية، بدءا من الأعمال الأولى وحتى مؤلفاتهم المتأخرة؛ فقد كانت أولى أعمال دولوز الإشراف على مجموعة من الدراسات حول مفهوم السلطة، وقد صدرت تحت عنوان «الغرائز والمؤسسات»
Instincts et institutions ، كما كان موضوع السلطة، هو الموضوع الأساس، في دراسته المطولة عن «الرأسمالية والشيزوفرنيا»
Capitalisme et schizophrénie ، كما كان مدخله لدراسته عن «فوكو». وقد رأى دولوز أننا لسنا في حاجة إلى نظرية في السلطة، بقدر ما نحن في حاجة إلى سياسة وتدبير جديد لعلائق السلطة «لن نجد أبدا معنى شيء ما، إذا لم نعرف ما هي القوة التي يمتلكها الشيء، والتي يستغلها ويحتكرها ويعبر عن نفسه من خلالها. إن الظاهرة ليست مجرد مظهر أو حتى عملية ظهور، ولكنها علاقة أو عرض يجد معناه في قوة آنية. الفلسفة بأسرها هي علم للأعراض
अज्ञात पृष्ठ