وكنت جمعت لإيالته الكريمة تآليف تنوب عن شكرى لأياديه ونعمته، ولتكون كالإقرار بمنته، كالمنتقى المقصور، على مآثر الخليفة أبى العباس المنصور، و«درة الحجال، فى أسماء الرجال» و«درة السلوك، فيمن حوى الملك من الملوك» و«لقط الفرائد، من حقائق الفوائد» فأردت إنشاء هذا أيضا؛ تجديدا لشكره اللازم، ولأستدرك به ما فات من بعض الواجب اللازم، فوضعته وسميته «جذوة الاقتباس، فيمن حل من الأعلام مدينة فاس».
وانتقيت أن أذكر أولا: المدينة ومحاسنها، وما اختصت به، ثم بعد ذلك أذكر على حروف المعجم: ملوكها، وعلماءها، وأعلامها، وما لهم من نظم وتأليف، ومن أخذوا عنه، أو أخذ عنهم، سواء كان من الغرباء القادمين عليها، أو من أهلها، إلا أنى إن شاء الله تعالى أفرد فى كل حرف ترجمة الغرباء الوافدين عليها ومن الله استمدادى، وعليه اعتمادى، وهو حسبى ونعم الوكيل اه
وقد اشتملت تراجم الجذوة أعلام الحقبة ما بين سنة ٣٣٧ هـ إلى منتصف القرن العاشر الهجرى.
وقد طبع فى فاس سنة ١٣٠٩ هـ طبعة غير محققة.
لهذا، ولما للكتاب من مكانة تاريخية خاصة، ولما ينبئ عنه مؤلفه فيه من ذاتية فى التفكير، واستيعاب للمادة، وتركيز فى العبارة، وتجنب للإيجاز المخل، وتوخ للتصنيف والتنسيق، اعتزمت أن يكون تحقيق «الجذوة» هو التالى للدرة إن شاء الله.
المقدمة / 24