============================================================
سنة سار عليها ثلاثة من مدونى الأمثال بعد حمزة،وهم العكرى فى جمهرة الأمثال، واليدالى فى مجمع الأمثال ، والزمخشرى فى مستقصى الأمثال : ولكنا نلاحظ على هذا الترتبب أنه قد تظر فيه إلى الحرف الأول من الكلمة الأول فى كل مثل ، ولم بنظر فبه إلى الحرف الثانى والثالث ، حتى يكون الترتيب ممجميتا بمعنى الكلمة ، مثال ذلك أنه فى الباب الثانى ذكر المثل وأبصر من فرس قبل المثل " أبأى من حنبف الحناثم ، والمثل و أبر من فلحس " قبل المثل و أبخل من مادر وهكذا فى سائر الأبواب.
و هذا العيب الشكلى فى ترتيب الأمثال قد تحاشاه الزمخشرى فى كتابه ، حيث ر تب أمثاله ترتيبا معجميتا دقيقا ، أى ناظرا فيه إلى حروف الكلمة الأولى الثلاثة .
الثالث : الاسخصاء والشمول : ويمكن أن تثبين ذلك فيما أورده حمزة فى الكتاب ، من أمثال وكلمات وخرافات وضرزات ورقى ، فإتنا نلاسظ أتها من الكثرة والشمول بحيث تدل على أن الرجل قد تعقبها فى كتب الأمثال واللغة والأدب والأخبار ، بقدر ما دفعته الرغية فى حصرها، وأمكنته الطاقة فى استقصائها: ويدل على ذلك ماصرح به بعد الباب الثامن والعشرين من قوله : ثمت الأبواب المانية والعشرون المنقة على ولاء حروف المعجم ، بما أمكن من الاستقصاء فى اسنيفاء أمثال كل ياب ، إلاما طرحته خلالها من ذكر الأمثال التى تجىء بالصلات ، فلم أجى بها لكثرتها ، ولا اطرد القياس يذلك فى كل مثل منها، وهذه الصلات : أشد، وأخف ، وأكثر، وأقل ، وأقصر ، أطول : كقولك : أشد إقداما من الأسد ، وأشد نوما من الفهد ... وكذلك ما أجازه بعض التحويين طرحت ذكره ، نحو : أييض من الثلج ، وأسود من السبج ، وأحمر من العندم، وأخضر من السلق ، وقد نركت أيضا خلالها لفظة أحصاها محمد بن حبيب في الأمثال ، هى داخله فى باب المحال فهذه العبارة تدل على مدى حرصه على ذكر جميع الأمثال : بضاف إلى ذلك أنه نقل أمثالا عن محمد بن حبيب ، والقاسم بن سلام وغيرهما ، لم يفهم لفيرها معنى ، وإنما سجلها كما رواها مولاء العلماء تحقيقا للاستقصاء .
पृष्ठ 36